تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن جهود السعويين للحصول على مفاعلات نووية للأغراض السلمية وهل يمكن الثقة بهم وأن لا يستخدموها لببناء قنبلة نووية؟
وقال ديفيد سانغر وويليام جي برود في تقريرهما إن المخابرات الامريكية – سي آي إيه- قبل أن تورطه في مقتل جمال خاشقجي كانت تحاول الكشف عن سر آخر يتعلق بمحاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضع الأسس لإنتاج قنبلة نووية.
وقالت الصحيفة إن الأمير السعودي كان يشرف على مفاوضات مع وزارة الطاقة والخارجية الأمريكيتين وذلك للحصول على تصاميم لمفاعلات نووية وبنائها في المملكة، وتقدر قيمة الصفقة بـ 80 مليار دولار امريكي وذلك حسب عدد المفاعلات التي تريد السعودية بناءها.
واليوم يلوح سؤال فوق العقد يتعلق بالثقة بالحكومة السعودية المتهمة باغتيال جمال خاشقجي حيث أنكرت في البداية مقتله وغيرت القصة أكثر من مرة. ويمكن استخدام الوقود النووي لأغراض عسكرية حميدة. وفي حالة تم تخضيب اليورانيوم لدرجة 4% من النقاوة فيمكن استخدامه في المفاعلات النووية ولو وصلت النقاوة إلى 90% فعندها يصلح لتصنيع قنبلة نووية.
ويناقش المسؤولون الأمريكيون أن السعودية قد تشتري المفاعلات من الصين، روسيا أو كوريا الشمالية لو لم توافق أمريكا على بيعها.
ويؤكدون على ان استخدام السعوديين مفاعلا نوويا تصممه شركة “ويستنغهاوس”، المنافس الأمريكي الوحيد يتناسب مع تأكيد ترامب على أهمية الوظائف والنفط والعلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض هي أهم من وفاة صحافي كاتب رأي في صحيفة أمريكية. وبناء على القوانين التي تغطي الاتفاقيات النووية فسيكون لدى الكونغرس فرصة لكي يرفض الإتفاقية مع السعودية.
وقال النائب الديمقراطي براد شيرمان عن ولاية “بلد لا يمكن الثقة به في استخدام منشار خشب يجب أن لا يوثق به في السلاح النووي” في إشارة لمنشار الخشب الذي استخدم في تقطيع جثة جمال خاشقجي في القنصلية السعودية.
ويقول الخبراء إن محمد بن سلمان فقد الأهلية للحصول على المفاعلات النووية في اللحظة التي قال فيها إنه سيسعى للحصول على قنبلة نووية حالة حصلت إيران عليها.
وكان الأمير تركي الفيصل، السفير السابق في الولايات المتحدة وعد في فترة سابقة بموازة القوة الإيرانية: ” أي شيء بناه الإيرانيون، سنبني مثله”. وأوقفت إيران معظم أجهزة الطرد المركزي بعد توقيع الاتفاقية النووية أما العاملة منها فتحتاج لشحن الوقود من الخارج وبنسبة 97%.
ويعتقد السعوديون أنهم بحاجة لمقابلة القوة الإيرانية مع أن الخبراء يعتقدون أنهم لن يتوصلوا إلى هذا المستوى إلا بعد وقت طويل. وقال ماثيو بان الخبير النووي في مدرسة كيندي للحكم بجامعة هارفارد “لا أحد يعتقد بقدرة السعودية على عمل هذا سريعا” و “لا يستطيعون بناء السلاح بدون دعم خارجي”.
وتذكر الصحيفة بضرورة اتخاذ ترامب قرار من السعودية خاصة أنه بنى استراتيجية ضد إيران على فكرة عدم الثقة بها مهما فعلت.
وترى الصحيفة أن مواقف الولايات المتحدة تساعد في دفع التفكير السعودي بشأن المشروع النووي. واليوم حيث تواجه الإتفاقية النووية التي وقعتها الدول الكبرى مع إيران خطر الانهيار فقد تستخدم السعودية الفرصة للبدء بمشروعها ردا على ذلك.
ويقول المحللون إن لدى المملكة ثروة كبيرة من اليورانيوم وخمس مراكز للأبحاث وتنمو قدراتها النووية حتى بدون وقود نووي.