أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

47 عاماً في حب زايد

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 19-11-2018

ماذا يمثل زايد لشعب الإمارات ولشعوبنا العربية عامة؟ هل يمثل الرمز العربي القومي، والقيادة الشعبية التي تتماهي مع احتياجات الناس، وتلبى طموحاتهم وتطلعاتهم، أم أنه كان بارقة الأمل في زمن التيه والضيق وعدم الاستقرار، الذي طالما اشتكت منه الشعوب العربية؟ هل جاء زايد في الوقت والمكان المناسب، أم أن ذلك لا يمثل شيئاً بالنسبة لشخصية تملك كل المقومات والصفات، لتبث خيرها أينما كانت، وفي أي زمان أو مكان؟ هل كان زايد رمز الوحدة العربية في زمن الضعف والتفكك، أم أنه مجرد قيادة وطنية أقسمت أمام الله وأمام شعبها بتسخير نفسها وكل إمكاناتها لخدمة شعبها والإنسانية جمعاء؟ 

 إماراتياً كان زايد هو الأمل الذي تعلقت به قلوب أهل الإمارات، وتيقنوا بأن الله قد بعثه لهم ليقودهم من حال إلى حال، من التشرذم إلى الوحدة، ومن الشدة إلى الرخاء، ومن القبيلة إلى الدولة، ومن الإمارة إلى الاتحاد.

 عربياً، لم يكن زايد قائداً وزعيماً لشعب الإمارات فقط، بل كان رمزاً عربياً وقائداً شعبياً، توحدت حوله قلوب العرب وتعلقت به. وعلى قدر حب أهل الإمارات لزايد، كان حب العرب له. فقلائل من الرموز العربية استطاعت أن توحد قلوب الشعوب العربية حوله، وتجمعهم على حبه وتقديره.ولم يأتِ هذا الحب والتقدير من فراغ. 

فقد سخر زايد خيرات بلده لخدمة قضايا الإنسانية كافة. فأينما وجدت قضية تحتاج إلى حكمة وإلى تفهم، كان زايد موجوداً، وفي خضمها. لقد استطاع زايد أن يجمع العرب ويوحدهم، وأن يصبح رمزاً من رموزهم، ورمزاً لتكاتفهم وصمودهم في وجه محاولات إبقاء المجتمعات العربية متشرذمة وضعيفة وفقيرة ومحتاجة. وبالتالي، لا يمثل زايد زعامة عربية، بل قامة من القامات العالمية، والرموز التاريخية المهمة التي يفخر بها شعب الإمارات والشعوب العربية. 

 هل كان زايد مدركاً للإرث الذي سوف يتركه، وأن ما يقوم به سوف يسجله التاريخ ويحكم عليه؟ أم أنه عمل لشعبه دون أن يعير أهتماماً لما سوف يكتب عنه لاحقاً؟كان زايد قائداً قومياً واستشرافياً، أدرك بحسه الطبيعي أن ما تحتاجه أمتنا العربية، ليس قيادات سياسية وعسكرية، بل قيادات شعبية تتعاطف مع الشعب واحتياجاته اليومية والمعيشية. لم يكن زايد رجل شعارات، بل رجل مهمات. 

 وبالتالي، أدرك أن ما يحتاجه المواطن العادي، ليس شعارات سياسية ملتهبة، ولا أيدلوجيات معلبة أو مستوردة، بل الغوص في أعماق حياته البسيطة، وتوفير احتياجاته اليومية، من مساكن وطرق ومستشفيات.فبنى في كل منطقة مدينة لإسكان الناس، وتوفير المنزل المناسب لهم، ومستشفيات لعلاج المرضي، وتعبيد الطرق لتسهيل حياة الناس، وجعل حياتهم أسعد وأسهل.لم يكن زايد رجل سياسة فقط، بل رجل عدالة ورجل اقتصاد متمرس، ورجل مجتمع عارف بشؤون الناس، وفوق هذا، رجل قبلي، أدرك بحسه البدوي معنى القيادة الشعبية، وما يعنيه أن يكون زعيماً شعبياً ورجلاً قومياً.

 كل هذه المقومات، وظفها زايد خلال فترة حكمه لخدمة شعبه والشعوب العربية.وقفات من حكم زايد من عام 1971 وحتى 2004، تبدأ من وقوفه إلى جانب الحق العربي، وقطعه البترول عن الدول التي تساند الكيان الصهيوني، ومن ثمة مساندته لقضايا الشعوب الضعيفة، كالبوسنة وأفغانستان والسودان، ومناصرته لقضايا العدل وإحقاق الحق حول العالم.أما القضية الفلسطينية، التي كانت قلب القضايا العربية، فقد كانت في قلب زايد وفكره. هذه الوقفات تعطينا انطباعاً عن شخصية هذا القيادي، كما تدل على بُعد نظره. 

 وعلى الرغم من مرور أعوام على غياب زايد، إلا أن حبه وتقديره لم يتوقف يوماً. فخلال 47 عاماً من عمر الإمارات، استمر حب زايد وتقديره، واستمر العرب في تذكُّر مناقب زايد والترحم عليه. فقد ترك لنا إرثاً لا يمكن نسيانه بسهولة، محلياً وعربياً. لقد ترك إرثاً سياسياً تفخر به الإمارات جيلاً بعد جيل، كما ترك إرثاً اجتماعياً وثقافياً وفكرياً، سطر اسمه في قائمة الرموز العالمية. 

 عربياً، ترك زايد إرثاً لا يقل عن إرثه الإماراتي، ترك سياسة حكيمة، أهلته أن يكون حكيم العرب، وترك مدناً للفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، في العديد من المدن العربية، ترك مستشفيات وطرقاً يستفيد منها الآف الناس في الدول العربية، وفوق كل ذلك، ترك لنا إرثاً سياسياً وفلسفياً، أهله أن يأخذ مكانة متميزة بين الرموز العربية والعالمية.