رفضت الدنمارك وهولندا فكرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاء "جيش أوروبي" موحد للدفاع عن القارة، بدلاً من شراء الأسلحة الأمريكية والاعتماد عليها، مؤكدتين أن الولايات المتحدة حجر زاوية في الدفاع عن الحرية.

وقال وزير الدفاع الدنماركي كلاوس هيورت فريدركسن، خلال كلمته في اجتماع حول السياسة الأمنية والخارجية للدنمارك لعامي 2019 و2020: "أخبرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، الأسبوع المنصرم، عدم تأييدنا لفكرة الجيش الأوروبي، في أي ظرف".

الرفض الدنماركي لم يتوقف عند وزير الدفاع؛ حيث استنكر وزير الخارجية الدنماركي أندريس سامويلسون، تصريحات ماكرون التي كان قال فيها: "علينا حماية أنفسنا في مواجهة الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة".

وأضاف الوزير: "الولايات المتحدة حجر زاوية في دفاعنا عن الحرية، وهي تنشغل بما يحدث في أوروبا في الآونة الأخيرة أكثر ممَّا مضى".

كذلك أكدت وزيرة الدفاع الهولندية، أنك بييلفيلد، أن حكومة بلادها تعارض فكرة إنشاء جيش أوروبي موحّد، ولا تدعم الفكرة بسبب الجدل حول السيادة.

ووصفت بييلفيلد رؤية ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنشاء جيش أوروبي بـ"المتطرفة للغاية".

وتابعت: "لدينا جيش واحد في بلادنا، وعند الضرورة يعمل مع الناتو والاتحاد الأوروبي لكنه ليس مرتبطاً بهما".

واستدركت الوزيرة الهولندية بالقول: "جيشنا بوسعه المشاركة في عمليات الناتو، لكن نحن من يقرر ذلك".

يُذكر أن ماكرون وميركل دعوا مؤخراً في مناسبات مختلفة إلى تأسيس جيش أوروبي حقيقي، للدفاع عن القارة ومصالحها والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة.

وأبدت كلٌّ من ألمانيا، وبلجيكا، وبريطانيا، وإستونيا، وإسبانيا، والبرتغال، والتشيك، موافقتها  على المبادرة الفرنسية لحماية أوروبا من التهديدات الخارجية، خاصةً القادمة من الصين وروسيا.

ودعم رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، وهو رئيس وزراء سابق للوكسمبورغ، فكرة الرئيس الفرنسي تأسيس جيش أوروبي، لتكوين قدرة دفاعية بمعزل عن حلف شمال الأطلسي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

أثارت الفكرة الفرنسية غضب ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئاسة المفوضية الأوروبية.