قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن دولاً عربية (لم تحددها) تأمل في أن تؤدي جريمة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، إلى كبح جماح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتهدئة سياساته العدوانية.
وأضافت الصحيفة أن الحملة التي تقودها تركيا عقب مقتل خاشقجي أسهمت في تزايد الاعتقاد لدى حكومات عربية بأن الجريمة قد تسهم في تحجيم سياسات بن سلمان.
وتحدث دبلوماسي عربي للصحيفة، طلب عدم ذكر اسمه، عن قلق لدى هذه الدول من وجود أمير يمكنه البقاء لعدة عقود على عرش السعودية، ويقوم بحركات سريعة وغير مدروسة، ثم يأخذ المنطقة إلى وضع أكثر صعوبة وتعقيد.
وتقول الصحيفة إنه من غير المرجّح أن تنتقد حكومات عربية السعودية علناً، لكن دبلوماسيين قالوا للصحيفة: "إن الملك سلمان بحاجة إلى ممارسة المزيد من الضغوط للحد من دوافع نجله وسياسته".
ويستشهد دبلوماسيون عرب تحدّثت إليهم الصحيفة بالعديد مما وصفوه بـ"مغامرات الأمير الشاب"؛ منها قطع العلاقات مع كندا بسبب تغريدة انتقدت فيها مسؤولة كندية سياسات السعودية في مجال حقوق الإنسان.
وكذلك اعتقاله للأمراء ورجال الأعمال السعوديين عام 2017، وحجز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وإجباره على تقديم استقالته، في نوفمبر الماضي، فضلاً عن حرب اليمن التي لم تحقّق أي تقدّم لتحالف السعودية رغم مضيّ 3 أعوام.
ويخشى حلفاء السعودية العرب من أن تؤدّي علاقة بن سلمان مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، وعلاقته بالرئيس الأمريكي، إلى "صفقة معيبة" فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن "دولاً مثل مصر والأردن ولبنان، تعتمد بشكل كبير على المعونات السعودية لتحسين وضعها الاقتصادي، لم يكن لديهم أي خيار سوى دعم بن سلمان عقب مقتل خاشقحي".
ونقلت عن مسؤول سعودي قوله إن الملك، وحتى كبار أعضاء العائلة الحاكمة، يمكن لهم الآن أن يقولوا له توقف، بعد مقتل خاشقجي، في حين أنه لم يكن لأحد القدرة على فعل ذلك سابقاً.
بحسب مسؤول خليجي، فإن السياسة التي ينتهجها بن سلمان تفتقر إلى الحكمة والعقلانية، "حتى إن مصر والبحرين والإمارات، حلفاء السعودية، يرون أنه ما كان يجب التعامل مع موضوع خاشقجي بهذه الطريقة، لكنهم لا يستطيعون قول ذلك علناً".