كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن اختفاء 5 أمراء من العائلة الحاكمة بالسعودية، الأسبوع الماضي، بعد أن عارضوا ما حصل للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن خالد بن فرحان آل سعود، الأمير المنشقّ والذي يقيم في ألمانيا، قوله إنه كان معرَّضاً لمصير مماثل قبل 10 أيام من اختفاء خاشقجي، وذلك في إطار حملة منسّقة يقوم بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لإسكات معارضيه.
وأوضح الأمير خالد، البالغ من العمر 41 عاماً، أن السلطات أبلغت عائلته أن بإمكانه الذهاب إلى القنصلية السعودية في القاهرة ليحصل على مبلغ كبير من الدولارات، "وذلك بعد أن علمت السلطات بالرياض أني أمرّ بمصاعب مالية، حيث أكّدوا لعائلتي أني سأكون آمناً".
وأكّد الأمير خالد أن ما لا يقلّ عن 5 من أفراد العائلة المالكة اعترضوا على تعامل الرياض مع خاشقجي وما حصل له، حيث تم استدعاؤهم إلى اجتماع، وهناك تم احتجازهم على وجه السرعة ونقلهم إلى مكان غير معروف، "الجميع كان خائفاً من تبعات ما حصل مع خاشقجي، اعترضوا، فقام بن سلمان بوضعهم بالسجن".
ونفت السعودية مراراً الاتهامات بالإخفاء القسري، غير أن قصة خالد بن فرحان، وقبله الأمير سلطان بن تركي، الذي اختفى قسراً عام 2016، تعكس عقلية تعامل النظام في السعودية مع معارضيه.
ويقول مقرّبون من الأمير سلطان بن تركي إنهم يعتقدون أنه ما زال على قيد الحياة، وأنه موجود في إقامة جبرية ولا يُسمح له بالتواصل مع أحد.
خوف عامّ في صفوف المعارضة
من جهته قال غانم الدوسري، وهو كاتب سعودي ساخر مقيم في لندن، إن جميع معارضي آل سعود باتوا خائفين بعد قضية اختفاء خاشقجي، ويفضّلون حتى عدم السفر والانتقال من مكان إلى آخر، مبيّناً أنه لم يطأ سفارة بلاده في لندن منذ العام 2010، رغم انتهاء صلاحية جواز سفره.
وتابع في حديث للصحيفة البريطانية: "لدى السلطات السعودية تاريخ طويل في محاولة جذب الناس إلى السفارات، أنا لن أذهب لمكان يمكن أن أُعتقل فيه، الكثير من المنشقّين الآن يشعرون بالخوف، بعضهم يرفض حتى مغادرة شقّته".
ومن بين الأسماء التي تردّدت سابقاً وقيل إنها تعرّضت لعملية إخفاء قسري الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، الذي قيل العام الماضي إنه تعرّض للإخفاء بسبب شهرته على وسائل التواصل الاجتماعي وانتقاداته.
وتفاعلت قضية اختفاء الصحفي السعودي المقيم في واشنطن، جمال خاشقجي، حيث دعا العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، السعودية لكشف الحقيقة، حيث تؤكّد السلطات التركية أنه دخل القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر، ولم يخرج منها، في وقت تردّ الرياض بأنه خرج بعد وقت قصير، دون أن تقدّم أي إثبات على ذلك.
وتؤكّد مصادر أمنية تركية أن لديها أدلّة كافية تؤكّد أن خاشقجي قد قُتل داخل مبنى القنصلية السعودية.