أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

روح التقدم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 05-10-2018

صحيفة الاتحاد - روح التقدم

انتهيت مؤخراً من قراءة كتاب الدكتور مقداد يالجن، الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، «أسرار نهوض الشعوب والأمم وأسباب هبوطها وسقوطها». أهمية هذا الكتاب تكمن في كونه يكشف الطريق الذي يمكن أن تسلكه الأمة الإسلامية لحل إشكاليتها الحضارية الراهنة، ولبناء نهضة حقيقية معاصرة، حيث يبين الكثير من الأسرار التي تجعل الأمم والدول تقلع من تخلفها المزمن، قائلا إن الطريق يكمن في حسن استثمار الإنسان وطاقته وإنتاجيته وتنمية دوافعه الخيرة، بحيث تصبح روح البذل والتضحية في داخله جاهزة. فنهوض الأمم أمر مهم وجوهري ومحوري للحضارة. والحضارة كما يعرفها الفيلسوف الألماني البرت أشفيتسر هي «التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماعات على حد سواء».
والإنسان هو الأساس في هذا التقدم الحضاري الطويل. لذلك يعطي يالجن مثالا بألمانيا عندما انهزمت في الحرب العالمية الثانية، وأفلست كثير من شركاتها، ولم يعد باستطاعتها دفع أجور عمالها، فعرضت هذه الشركات على عاملين فيها الاختيار بين أمرين: ترك العمل نهائياً، حيث تغلق المصانع أبوابها وتعلن إفلاسها النهائي.. أو العمل مقابل الحصول على وجبات الغداء اليومية فقط إلى أن تتحسن الأحوال.. فاختار العمال الأمر الثاني، كونه يؤدي إلى استمرار المصانع في الإنتاج.
وعندما انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، ساءت أحوالها الاقتصادية وطالب عمالها برفع أجورهم، وأعلنت الحكومة أن العمال محقون في مطالبهم، لكنها لا تستطيع تحقيقها في حينه، لذا فقد اقترحت عليهم تقليل ساعات عملهم مقابل التخلي عن المطالبة برفع الأجور.. فجاءت الإجابة من العمال كالآتي: إذا كانت دولتنا غير قادرة على رفع الأجور حالياً، فنحن لا نرضى بتخفيض ساعات العمل، بل سنعمل كما كنّا، لأن تخفيض ساعات العمل يؤدي إلى تخلف البلاد اقتصادياً.
إن طاقة العطاء لدى الأفراد هي الطاقة الفعلية، وهي أكبر رأسمال يمتلكه مجتمع من المجتمعات، لهذا يرجع بعض المفكرين مستوى الإنتاجية إلى القوى العقلية والفكرية التي يتميز بها الإنسان في مجتمعه. وقد صرح بذلك مخترع الكهرباء العالم أديسون بقوله: 99% من طاقة الإنسان عبارة عن جهد، و10% موهبة. وكان أديسون ذاته حين يضيق من بعض تجاربه، يقول مخاطباً نفسه: يا أديسون، إما الموت أو النجاح في الابتكار.. حتى وصل إلى اختراع الكهرباء.
لذلك، وكما يقول يالجن، فإن أكثر الدول تقدماً في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والإدارية.. أكثرها تقدماً في مجال التعليم وأكثرها تجنيداً للباحثين وأكثرها تخصيصاً لميزانيات التطوير والابتكار.
وحين انتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية (في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر)، قال قائد ألماني: لقد انتصر معلم المدرسة الألمانية، بينما قال قائد فرنسي عندما انهزمت فرنسا في الحرب ذاتها: إن التربية الفرنسية متخلفة. وقال قائد أميركي لما سبق السوفييت بلادَه في غزو الفضاء: «ماذا دهى نظامنا التعليمي؟»
المشكلة أن الهدف من التعليم بالنسبة لكثير من الأفراد والأسر والمجتمعات، هو الحصول على الدرجة والشهادة، لا الجدية والشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن والتحلي بالأمانة العلمية والبحثية وروح المنافسة الشريفة.. لذلك فقد وطّن معظم الطلاب أنفسهم على التراخي والكسل وما يقتضيه التحصيل العلمي من جهد وبذل وعطاء، لأن همهم الأساسي هو الحصول على الشهادة بأسهل الطرق، ولو عن طريق الغش والتزوير.