أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

حول الكاتب وشجونه!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-09-2018

لأننا حين نكتب فإننا لا نقذف كرة بلاستيكية مصمتة صوب جدار أملس لا تجد لها عليه صوتاً أو أثراً، بل نقذف جملاً وكلاماً مفهوماً جداً، يُفترض أن يعود إلينا مضاعفاً ومحمّلاً بردّات فعل وتجاوبات من أي نوع: رفضاً قبولاً، جدلاً واختلافاً، أي شيء إلا الصمت! 

 ولأننا حين نكتب فإننا لا نخاطب أنفسنا، ولا نتحدث إلينا، ولا نمارس لعبة تزجية الوقت برصف الورق وشاشات الكمبيوتر بالكثير من الكلمات، ومن ثم نمضي للهو أو النوم، إننا حين نكتب فإننا نبعث إلى كل الخارج الذي يمور حولنا بالاهتمامات والهموم، وبالشؤون والشجون برسائل قصيرة أو طويلة، مستفيضة أو مختصرة، تقول ما يريد هؤلاء جميعاً قوله ولا يستطيعون ربما، أو يستطيعون لكنهم لا يصلون لما نصل إليه، أو قد يصلون، لكننا ككتاب نظن أن هذا دورنا، أو شغلنا الذي نجيده ونعرف أسراره جيداً. 

 يكتب معظم الكُتاب نصوصهم وآراءهم بأكثر المشاعر تناقضاً واختلافاً واندفاعاً أيضاً، وبحسب مقتضيات الحال غالباً، بغضب أحياناً إذا اقتضى الأمر، لكن دون قصدية مبيّتة لإغضاب أحد ما على وجه التحديد، وبرقة متناهية حين يحتاج الأمر، وبلا حيادية حين يتعلق الأمر بانتماءاته وثوابته الواضحة، وقد يكون هذا من حقه أحياناً، إذا لم يتعارض ذلك مع الأفكار الكبرى المتعارف عليها.الكاتب ليس شخصاً مثالياً في نهاية اليوم أو في خاتمة المطاف، إنه شخص يحاول أن يمشي مستقيماً على حافة جدار يطل على هوة سحيقة، أو على سلك مشدود، معتبراً ذلك شجاعة متناهية، بينما ينظر كثيرون للأمر على أنه خيار يخلو من التعقل، والأمر في كل خياراتنا نسبي وقابل للاختلاف والتأويل.

 لم ينزل الكاتب من سماء الملائكة لنطالبه بصفاتهم ولم يدَّعِ كاتب -حسب كل ما قرأت- خلوّه من جوانب القصور والنقص والضعف، فليس من المنطق أن يدعي أحد أنه ليس بشر أو أنه ضد مكونه الإنساني، لذلك فلا يجوز لنا أن نتوقع كاتباً مثالياً لا يغضب لنفسه، أو كاتباً ديمقراطياً بشكل مطلق حين يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة وقناعاته اللصيقة. 

 الكاتب كأي واحد منا، إنسان بسيط، قد يكون قلقاً أكثر من غيره، عصبياً، ومزاجياً بما لا يطاق، وكصندوق معبّأ بالكثير من الأفكار والأسئلة والفوضى ربما وبالكثير من الأمنيات والانكسارات، فلا داعي إذا ناقشكم في أمر، وشطّ في رأيه أن تقذفوا في وجهه بهذه العبارة البلاستيكية: أين الديمقراطية وسعة الصدر إذن؟ امنحوه قليلاً من رحابة صدوركم لينطلق في أرض لا تحدها الاعتبارات والأسوار.