يقول أستاذ التاريخ بجامعة أوكسفورد فيصل ديفجي إن إستراتيجية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحويل المملكة إلى قوة سياسية وعسكرية لأول مرة منذ تأسيسها من شأنه تغيير المكانة الدينية للسعودية في العالم الإسلامي.
ويضيف ديفجي في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز أن السعودية لن تتمتع بقوة جيوسياسية أكبر إلا إذا ضحّت بمكانتها الدينية التي جعلت دورها الجيوسياسي من قبل هامشيا.
ويوضح الكاتب أن السعودية تبدو حاليا دولة علمانية أكثر منها دينية "ثيوقراطية"، حيث يتم الآن وبشكل نهائي انتزاع السلطة العليا من العشيرة والمؤسسة الدينية لتستقر بيد الملك مباشرة.وأوضح أن المشروع الهادف لجعل السعودية دولة تحددها السياسة لا الدين ستلغي صورة الجغرافيا الإسلامية التي رسمها الاستعمار واستمرت قرنا كاملا منذ تأسيس السعودية أوائل الثلاثينيات، حيث كانت السعودية مركزا "غير مسيّس" للإسلام يحميها الأسطول الملكي البريطاني وتحتفظ بعلاقات وثيقة بالعالم المسيحي.
وستستمر مكة والمدينة المنورة في استقبال الحجاج، لكن الإسلام ربما يبدأ أخيرا في أخذ شكل عالمي حقيقي، ويتخلص من الخرائط الجغرافية الاستعمارية حيث يتمتع الشرق الأوسط بشرف المكان المقدس رغم أنه لا يضم إلا أقلية من مسلمي العالم مقارنة بالمسلمين في آسيا.وسيجد الإسلام قوته، يقول ديفجي، في آسيا حيث توجد أغلبية أتباعه وحيث المكان الذي تنتقل إليه القوة والسلطة على مستوى العالم.
وأشار الكاتب إلى أن شبه الجزيرة العربية وُضعت أواخر القرن الـ19 ولأول مرة منذ ظهور الإسلام، في مركز الجغرافيا الإسلامية الحديثة بعد أن أضمحلت السلطة العثمانية بالشرق الأوسط وتوسع النفوذ البريطاني خارج قاعدته الاقتصادية والعسكرية في الهند.