أحدث الأخبار
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد

الفضاء الذي طال انتظاره

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ما لا يحدث في الواقع ، بعد أن تحول تويتر للكثير من الناس إلى أكثر من مجرد صفحة تواصل مع الآخرين أو منبر إعلامي حر يقولون فيه آراءهم ويعبرون عن أنفسهم، لقد أصبح تويتر وفيسبوك منصات عملاقة توازي في أعداد المنتمين إليها سكان أكبر الإمبراطوريات، إضافة لنفوذها الفكري على الناس وثرواتها التي تقدر بالمليارات، نحن لسنا في مواجهة صفحات للتسلية ولا منابر للخطابة والثرثرة ولا محال لبيع البضائع المقلدة والألعاب الإلكترونية، نحن عندما نتحدث عن هذه المواقع فإننا في حقيقة الأمر نتحدث عن مرجعيات ذات نفوذ وتأثير وتغلغل في عقول وسلوكيات وتوجهات أجيال كاملة كل يجد فيها ضالته، حتى المتلصصون على طريقة الـ ( Bigbrother) بإمكانهم تتبع تفاصيل طرائدهم من خلال هذه المواقع.

هناك قوانين باتت تحكم هذا الفضاء الشاسع الذي يتبارى فيه الناس حول العالم لاستغلال إمكانياته لصالح أهدافهم وقضاياهم، فهو في الوقت الذي يشكل للبعض غرف فارغة لدردشات سطحية، أو منصات لبيع بضائع منتهية الصلاحية لم تتمكن الجهات الرسمية بعد من إيجاد وسائل لمراقبتها، فإنه يعني لآخرين مواقع لعرض تجارب إنسانية ناجحة، أو لتبني قضايا إنسانية عادلة والدفاع عنها وجمع الأنصار والمؤيدين لها، أو لربط مجموعات من الأصدقاء والمهتمين بتوجهات وأعمال ذات قيمة كمجموعات القراءة والرواية والنحت والآثار والرياضة والتطوع مع الكبار أو المعاقين.

لقد شكل الفضاء الإلكتروني الافتراضي لكثيرين في العالم العربي بداية إرهاصات ما سمي تجاوزاً بالربيع العربي فضاء كبيراً لممارسة حق التعبير وحرية النقد والدعوة للتجمهر والتظاهر وغيرها، وهنا فنحن نتحدث عن فضاءات حرة بالفعل وإن كانت افتراضية ومراقبة من قبل الأنظمة الحاكمة، لكنها على الأقل غير مقيدة ببيروقراطية الإدارات الحكومية، إضافة لاتساع انتشارها بين قطاعات الشباب تحديداً وسرعة تأثير محتوياتها ومضامينها عليهم، إنها فضاءات ذات نفوذ جماهيري لا محدود، حيث استطاعت هذه المواقع أن تؤسس لمجتمع أو مجتمعات جماهيرية عريضة في الوطن العربي الذي حرم من أي فرص تأسس ونشوء هذا المجتمع برغم المحاولات التي بذلتها نخبه الفكرية والسياسية والإصلاحية في سبيل تأسيس هذا المجتمع ولعقود من الزمن.

لقد نجحت المواقع التواصلية في تأسيس هذه الجماهيرية وإن كانت افتراضية ومحاطة بالكثير من اللغط والالتباس فيما يخص الدقة والمصداقية والغوغائية وعدم الوضوح وغير ذلك، إلا أن وجود وفاعلية الاتصال الجماهيري الذي يتم من خلالها يعتبر سلوكاً صادماً في قوته وانتشار تأثيره وهو غير مسبوق حتماً في بلداننا العربية، ومعروف أن الصدمة غالباً ما لا تؤسس لسلوكيات عاقلة أو مدروسة، فصدمة التحرر في ممارسة التعبير واكتشاف الذات واختيار المرجعيات قد ولدت عند العرب ظواهر مخيفة أحياناً وداعية للشفقة أحياناً، وفي أحيان نادرة بشرت تلك الظواهر بتغيير حقيقي في بنية العقل العربي في تعاطيه مع موضوع الحرية.

من هنا تكثر في هذه الأيام الكثير من المجالس والجلسات والكتابات والنقاشات بين أهل الرأي والمجتمع في الإمارات في محاولة لعقلنة هذا التعاطي والإفادة منه وتجنب تأثيراته، خاصة على أجيالنا من الشباب الصغار الذين تقع مسؤولية حمايتهم من تأثيرات هذه المواقع على مؤسسات الدولة التربوية والاجتماعية، كما تقع على الأسرة بطبيعة الحال.