أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

الحي الذي لا يزال حياً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-07-2018

حين تحن إلى طفولتها، إلى حارات اللهو ومنازل الأهل والناس الذين كانوا أهلاً وجيراناً في تلك السنوات البعيدة، كانت تعقد العزم وتذهب إلى تلك الحارات والأحياء القديمة أو ما بقي منها صامداً حتى اليوم، ففي مفتتح مدينة دبي، تأسس حي «الراس»، أول وأقدم أحياء المدينة، حيث ينحني الخور كأنه يراقص بيوتها على ضفتيه، وحيث لا تزال تقف بكل عنفوانها مكتبة دبي العامة، والعديد من المؤسسات العريقة التي تبدو كأنما انبثقت بكامل تألقها من مياه الخور.

تترك المكتبة في إطلالتها تلك خلفك، وتتوغل في الأزقة الضيقة والشوارع المتفرعة، كل شارع يفتح على آخر، حتى ينفتح على عدة أسواق قديمة وتاريخية، شكلت جزءاً عريقاً من تاريخ دبي، نشأت وازدهرت في سنوات الثلاثينيات وما بعدها، واستقبلت بضائع وتجاراً من موانئ ومدن كثيرة، كسوق الذهب، وسوق السمك، وسوق المناظر والزجاج، وسوق الأدوية الشعبية، أو ما عرف بسوق الحلول، وخلال مرورك بتلك الأسواق تواجهك الكثير من البيوت والمعالم التي تحولت إلى مناطق وأماكن أثرية، كمدرسة الأحمدية وبيت الوكيل، وبيوتات تعود لعائلات معروفة استوطنت حي «الراس»، وما جاوره من أحياء منذ السنوات الأولى من القرن العشرين.

بيتنا كان هناك، وأمي ولدت في هذا الحي، وفيه نشأت وارتبطت بصداقات عمرها وعرفت الطريق لمدرسة القرآن، وحفظت كل شبر وزقاق فيه، الذي يذهب هذه الأيام إلى هذه المنطقة من دبي، ربما استعان بخريطة للمدينة وللمعالم، توزعها بلدية دبي لتسهل على السياح الاطلاع والتنقل فيها، لكن والدتي لم تكن تحتاج إلا إلى قلبها والأصوات التي تملأ ذاكرتها لأولئك الذين عبروا ذاك الحي معها وعاشوا فيه مثلها!

سيسير السياح على أرجلهم متنقلين بين الأزقة الضيقة، سيعجبون بطراز البناء وبشكل المدرسة، وبدفء تصميم البيت والحجرات من الداخل، أما والدتي فتمشي على قلبها دائماً حين يتملكها الحنين إلى تلك الأيام، تجمع أمرها وتطير إلى «الراس» بخفة طفلة، وتظل حين أكون معها تشير لكل بيت باسم أهله، ومن جاوره ومن سكنه، فإذا بالذاكرة تصير حياً ضاجاً أمامك، ثم تصير وطناً، ثم تستحيل علاجاً يشفي ذاك الحنين الكامن في داخل تلك المرأة المسكونة بالأمس!