أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

الصرُّة التي دسَّها البحر في قلبي!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-07-2018

إذا لم تقتحموا عقل طفل فحاولوا أن تفعلوا، ابحثوا عن تلك السير الذاتية أو الأعمال الأدبية التي اقتحمت عالم الصغار وتحدثت بقلوبهم ونظرت للعالم من خلال عيونهم، تحضرني الآن روايات «حكاية السيد زومر» و«أوسكار والسيدة الوردية» و«صيف بارد جداً» و«عساكر قوس قزح»، حيث يلتقط الرواة تفاصيل العالم ويبوحون بها من خلال عيون الأطفال الذين لا يعبأون بأي اعتبارات، لكنهم قادرون بطريقتهم على أن يرصدوا سيرورة المجتمع وأخلاق الناس!

الآن لنقرأ هذه العبارة: «نعم أنا ذلك الكائن الغامض المسمّى طفلاً، ذلك الكائن الصغير الذي يحلو للكبار أن يعتقدوا بأنه لا يفهم ولا يعرف شيئاً، وأن عليه فقط أن ينفذ ما يطلبونه منه، وغالباً ما تكون طلباتهم سمجة ولا مبررة، لأنهم أدعياء لا أكثر!».

حين قرأت هذه العبارة ابتسمت طويلاً، فقد كنت في سنواتي الأولى طفلة تائهة بين البحر وفضاء الحيّ، كان البحر يمد لي يده اليمنى كل يوم بالأصداف والأصوات، وباليد الأخرى كان يغافل الجميع ليدسّ في قلبي صُرَّة معقودة بشكل مُحكم، كانت تلك الصرة كخبيئة مقدسة، حين فككت عقدتها بعد سنوات طويلة فاحت رائحة ذاكرة متوحشة، عصية وبلا قرار، تذكرت أن البحر يومها حين خصَّني بتلك الخبيئة كان قد رشني بالشغف، وبلعنة الركض أبداً باتجاه الحكايات واللغة!

عن الحكايات، تحفظ ذاكرتي تلك السنوات التي انتقلت فيها من العيش في بيت أبويّ إلى بيت جدتي، وفي الوقت الذي كانت فيه أمي صامتة معظم الوقت، لديها انشغالات المرأة المتلبسة بأمومتها وحالة المغالبة الدائمة لقسوة الحياة وتربية الأبناء، كان بيت جدتي فضاءً مشرعاً على الحكايات والثرثرة والنساء الذاهبات والآتيات برؤوس متخففة مما كان يثقل أمي، وبألسن لا تكفُّ عن حياكة تلك القماشة الواسعة من قصص النميمة والشائعات!

النميمة من حيث كونها منبعاً من منابع الفضول في عهد طفولتي، حين كانت جدتي تجلس إلى جاراتها ويبدأن يلُكْن كل شيء، بدءاً بصحن الفاكهة، وانتهاء بتلك الحكايات الخاصة، ساعات من الحكايات والثرثرة كانت تتسرب إلى قلبي وتكمن هناك إلى ما لا نهاية!

ولأن الكبار لا يعرفون الكثير عن الصغار؛ لا يعرفون كيف يفكرون فيهم وكيف ينظرون إليهم، لا يعرفون سوى أنهم صغار ولا يفهمون، لذلك يطلقون العنان لأنفسهم أمامهم، بينما تتأسس خيالات الصغار وشغف قلوبهم وأرواحهم على تلك الحكايات والكلمات.