أحدث الأخبار
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد

الوديعة.. لا شيء تغيّر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2018

لفتتني تلك الحكاية وبشدة، مسّت قلبي حركة ذلك الرجل الفلسطيني وهو يفتح أمام كاميرات التلفزيون صندوقاً حديدياً، مستخرجاً منه لفافة اصفرّ لونها بحكم تقادم الزمن، ذكّرتني طريقة ربط اللفافة بجدتي حين كانت تلف شيئاً ثميناً كبعض الحلي مثلاً، أو كمبلغ نقدي، لم تمتلك هذه العجوز حافظة نقود يوماً، ولا أظنها امتلكت خزنة حديدية، كانت تضع الأشياء في قطعة قماش، وتلفها ثم تربطها وتدسها تحت كومة الثياب في خزانتها الشخصية، ومن ثم تغلق باب الخزانة بمفتاح صغير حين صار لديها خزانة ثياب خاصة، وبذلك تكون قد أمّنت وحفظت وديعتها من الضياع كما كانت تظن، وكان ظنها يصدق عادة وليس دائماً!

حين فتح الرجل اللفافة ظهرت كمية من الأوراق النقدية كتب عليها «الدولة العثمانية العلية»، وبتاريخ هجري قديم يعود للعام 1331، وقد تجاوز حجم الورقة النقدية حجم كف الرجل، عد النقود أمام الكاميرا وقال بفلسطينية واضحة «هذه الوديعة موجودة لدينا كما هي وعلى حالها منذ تسلمناها!».

ولقد تسلمتها عائلته منذ 103 أعوام، أي في العام 1915 تقريباً حين كان أحد الجنود العثمانيين في طريقه للقتال أثناء الحرب العالمية الأولى، التي لم يعد منها حياً، فضاع أثر الجندي، وخضعت فلسطين للاحتلال البريطاني منذ العام 1917، بينما بقيت الوديعة التي كانت عبارة عن 152 ليرة عثمانية (30 ألف دولار بحسابات اليوم) في خزينة العائلة الفلسطينية بنابلس حتى اليوم دون أن يطالب بها أحد!

هذه الحكاية تصلح أن تتحول لعمل درامي رصين وموضوعي بعيداً عن بذخ قصور بني عثمان وعوالم المحظيات وصراعات النساء في حرملك السلاطين! عمل يرصد التحولات التي مر بها تاريخ وأوضاع فلسطين تحديداً والوطن العربي بشكل عام في علاقته بالاحتلال العثماني منذ مابعد معركة «مرج دابق» التي انتهت بهزيمة المماليك ودخول العرب حقبة الحكم العثماني عام 1516م.

لقد تغلغلت الحكاية في داخلي وذهبت هناك الى الأبعد، الى حيث امرأة بسيطة سمعت حكايتها من والدتي، غادرها زوجها طويلاً في سنوات الكفاف بحثاً عن الرزق، وكان كلما جمع مالاً أرسله لها مع أحد العائدين، وكانت لا تملك ما تحفظ فيه المال، فذهبت به تحفظه في ذمة أحد الوجهاء، وحين جاءت تطلبه منه أنكر الأمر جملة وتفصيلاً وتركها في قهرها تتساءل عن من أودعوا ذممهم الفراغ، حين أودعتهم هي أحلامها وشقاء العمر.