أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

الوديعة.. لا شيء تغيّر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2018

لفتتني تلك الحكاية وبشدة، مسّت قلبي حركة ذلك الرجل الفلسطيني وهو يفتح أمام كاميرات التلفزيون صندوقاً حديدياً، مستخرجاً منه لفافة اصفرّ لونها بحكم تقادم الزمن، ذكّرتني طريقة ربط اللفافة بجدتي حين كانت تلف شيئاً ثميناً كبعض الحلي مثلاً، أو كمبلغ نقدي، لم تمتلك هذه العجوز حافظة نقود يوماً، ولا أظنها امتلكت خزنة حديدية، كانت تضع الأشياء في قطعة قماش، وتلفها ثم تربطها وتدسها تحت كومة الثياب في خزانتها الشخصية، ومن ثم تغلق باب الخزانة بمفتاح صغير حين صار لديها خزانة ثياب خاصة، وبذلك تكون قد أمّنت وحفظت وديعتها من الضياع كما كانت تظن، وكان ظنها يصدق عادة وليس دائماً!

حين فتح الرجل اللفافة ظهرت كمية من الأوراق النقدية كتب عليها «الدولة العثمانية العلية»، وبتاريخ هجري قديم يعود للعام 1331، وقد تجاوز حجم الورقة النقدية حجم كف الرجل، عد النقود أمام الكاميرا وقال بفلسطينية واضحة «هذه الوديعة موجودة لدينا كما هي وعلى حالها منذ تسلمناها!».

ولقد تسلمتها عائلته منذ 103 أعوام، أي في العام 1915 تقريباً حين كان أحد الجنود العثمانيين في طريقه للقتال أثناء الحرب العالمية الأولى، التي لم يعد منها حياً، فضاع أثر الجندي، وخضعت فلسطين للاحتلال البريطاني منذ العام 1917، بينما بقيت الوديعة التي كانت عبارة عن 152 ليرة عثمانية (30 ألف دولار بحسابات اليوم) في خزينة العائلة الفلسطينية بنابلس حتى اليوم دون أن يطالب بها أحد!

هذه الحكاية تصلح أن تتحول لعمل درامي رصين وموضوعي بعيداً عن بذخ قصور بني عثمان وعوالم المحظيات وصراعات النساء في حرملك السلاطين! عمل يرصد التحولات التي مر بها تاريخ وأوضاع فلسطين تحديداً والوطن العربي بشكل عام في علاقته بالاحتلال العثماني منذ مابعد معركة «مرج دابق» التي انتهت بهزيمة المماليك ودخول العرب حقبة الحكم العثماني عام 1516م.

لقد تغلغلت الحكاية في داخلي وذهبت هناك الى الأبعد، الى حيث امرأة بسيطة سمعت حكايتها من والدتي، غادرها زوجها طويلاً في سنوات الكفاف بحثاً عن الرزق، وكان كلما جمع مالاً أرسله لها مع أحد العائدين، وكانت لا تملك ما تحفظ فيه المال، فذهبت به تحفظه في ذمة أحد الوجهاء، وحين جاءت تطلبه منه أنكر الأمر جملة وتفصيلاً وتركها في قهرها تتساءل عن من أودعوا ذممهم الفراغ، حين أودعتهم هي أحلامها وشقاء العمر.