أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

كيف نعيش الحياة إذن؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-07-2018

«إن طفولتي قد سحقت وسط مشاعر الكذب والرياء والحقارة، ليست طفولتي فقط، بل وشبابي أيضاً، وأكرر حقيقة يعرفها الجميع: الإحساس بالتحقير، إما أن يحطم الإنسان أو يدفعه إلى الأمام ليكون إنساناً عظيماً، أظن أنني راقبت نفسي جيداً، وجعلتها تسير نحو الأفضل».

بهذا الاعتراف الجريء والموجع انتهى الجزء الأول من الكتاب، دون أن أتمكن من العثور على جزء ثانٍ له!

من خلال رؤية عزيز نيسين أجدني أتساءل: (إذا كنا هكذا أتينا للحياة، فكيف نعيشها إذن؟ أو كيف عاشها نيسين أو كيف يعيشها من يَدَّعي أو شُبّه له أنه عاشها؟ جميعنا ندعي أننا نعيش الحياة التي نريد، فهل ذلك صحيح؟ أم إن ذلك ما لا يحدث غالباً؟

ماذا لو أننا كنا نائمين طيلة السنوات السابقة، واستيقظنا فجأة، وفجأة استعدنا توازننا إثر حالة الغيبوبة التي كنا نحياها منذ سنوات منذ أن سقطنا إلى الحياة، فإذا ما انتبهنا وأحلنا البصر في كل ما حولنا وأنصتنا وتأملنا وسألنا: كيف تمضي أيامنا، وإلى أين؟ هل يعنينا السير في هذا الاتجاه الذي تمضي فيه حياتنا، أم إننا ورثة العادة، وقد اعتدنا على كل شيء وبإمكاننا أن نكمل كما نحن؟ هل لذلك علاقة بما يعرف بالإرادة والاختيار؟ إذن هل يمكننا أن نقول بقناعة وشجاعة إن هذا ما نريده فعلاً، وهذا ما نحبه، هذا حقنا، وهذا لا يناسبنا، هذا يجرحنا، وهذا يعتدي على أرواحنا؟ هذا لم يعد يلائمنا ولا يملؤنا كما كنا نعتقد، هذا صار ضيقاً، وهذا هو الأفضل لنا، هل يمكننا؟ أم إن الوقت قد فات تماماً؟

الحقيقة هي أن هذه الأسئلة التي تأتي في الوقت الضائع ربما، تفتح عيوننا على حقيقة أن معظمنا كان يعيش وكأنه يتدرب على فعل الحياة، كأن الحياة التي نحياها قرب لمسرحية نمثلها، فنعيشها كأننا أحد آخر غيرنا - لا نحن - الذين أُعطينا فرصة واحدة فقط للحياة، ننسى ما يتوجب علينا أن نقوم به، ننسى ردات فعلنا الطبيعية تجاه كل فعل يوجه لنا، نتخلى عن أنفسنا شيئاً فشيئاً، تماماً كما ننزع ثيابنا قطعة قطعة ونندس في الفراش.

نحن نتعرى منا بإرادتنا، ويوماً بعد آخر راق لنا ذلك دون أن ننتبه، لا ننتبه أننا نتعرى من ذواتنا، حقوقنا، غضبنا، صراخنا، جنوننا، تمردنا، كل شيء يجعلنا أناساً حقيقيين، ومختلفين عن بعضنا، وعن قطع الخشب وتماثيل المتاحف وأرجل الطاولات والملاعق والشموع!

في الحقيقة: نحن نخاف، ومن يخاف لا يعيش الحياة، بل يمثلها، يقاربها ولا ينغمس فيها، يجاملها، ويعيشها كأنها بروفة!