دعا مجلس الأمن الدولي، مساء الأحد (11|6)، إلى خفض التصعيد العسكري في محافظة الحُديدة غربي اليمن، وشدد على أن المفاوضات بين أطراف الأزمة هي الطريق الوحيد للتوصل إلى حل، وذلك بعد تحركات إماراتية جديدة بالمنطقة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس الدوري للمجلس، السفير الروسي، فاسيلي نيبيزيا، عقب جلسة مشاورات مغلقة بشأن الوضع في ميناء الحُديدة الحيوي لتدفق المساعدات إلى اليمن.
وفي منتصف مايو الجاري، أعلنت الإمارات، الممسكة بزمام الأمور في الساحل الغربي لليمن، أن قوات موالية لها بدأت معركة لتحرير مدينة الحُديدة ومينائها الاستراتيجي من مسلحي الحوثي، والاستيلاء عليه، وهو ما واجه رفضاً دولياً ودعوات لوقف التحركات.
وأضاف نيبيزيا أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، والمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، قدما إحاطتين خلال الجلسة، وأن الجميع ناقشوا ضرورة "خفض التصعيد".
وتابع: "جميعنا يأمل في أن يتمكن جريفيث من التوصل إلى حل، واتفق أعضاء المجلس على ترك ملف اليمن في يد المبعوث الخاص، وسنسمع منه إحاطة أخرى في 18 يونيو الجاري، واتفقنا أن تبقى مسألة اليمن قيد نظر المجلس، وسنجتمع عند الحاجة".
ورداً على أسئلة صحفيين بشأن موقف روسيا من الاشتباكات بين الحوثيين وقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، حول ميناء الحُديدة، أجاب السفير الروسي بأن "الموقف صعب في الحُديدة".
وأردف: "نحن قلقون إزاء التداعيات المترتبة على التصعيد وآثار ذلك على حياة المدنيين (..) أجرينا مناقشات تفصيلية مع المبعوث الخاص، ونتمنى أن نصل إلى حل".
وعقد مجلس الأمن جلسة الأحد الطارئة بناء على طلب بريطانيا، أحد أعضاء المجلس الدائمين، لمناقشة التداعيات الإنسانية للمعارك الدائرة بين الحوثيين والتحالف قرب الحُديدة.
وحذر استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من "كارثة إنسانية" من جراء معارك الحُديدة.
وخلفت حرب متواصلة في اليمن، منذ أكثر من 3 أعوام، أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
وتقدم الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي، دعماً لا محدوداً لثلاثة فصائل من القوات اليمنية الموالية لها وبعيداً عن القوات الشرعية التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وهدأت وتيرة المعارك في الساحل الغربي لأكثر من أسبوع، بعد أيام من تحقيق قوات التحالف تقدماً نوعياً جعلها على بُعد كيلومترات فقط من مطار محافظة الحُديدة الدولي.
لكن المخاوف عادت مجدداً بعد إعلان السلطات البريطانية أن الإمارات أمهلت أفراد منظمات الأمم المتحدة وشركاءها في مدينة الحديدة 3 أيام للمغادرة، وفق وسائل إعلام بريطانية.
ومنذ عام 2015، ينفذ التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة المسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء، منذ 2014، لكن سلطات أبوظبي حورت اهتمامها إلى محاولة توسيع النفوذ، بحسب اتهامات ناشطين يمنيين.