أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الشهيدة رزان.. والتهمة إنسانة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 04-06-2018

كانت رزان تمتلك طموحاً فذاً وإرادة عظيمة، وكانت الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة لها بالمرصاد؛ إلا أنها لم تستسلم لهذه الظروف، فقد كان طموحها أن تعمل في صفوف الكوادر الطبية لتداوي جراح الناس.
لم يكن بمقدور عائلة رزان توفير الرسوم الجامعية لها بسبب الفقر وضيق الحال، نتيجة فقدان والدها مصدر رزقه بعد أن تعرّض لقصف إسرائيلي خلال عدوان عام 2014، وحالها وحالهم هذا يتشابه مع حال غالبية السكان هناك، في ظل نسب بطالة وفقر هي الأعلى عالمياً بسبب حصار الاحتلال وعدوانه والإجراءات الظالمة التي يتعرض لها القطاع.
رزان في المقابل تمسّكت بحلمها وقاومت هذه الظروف، فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية وتطوعت بالمراكز الصحية والمستشفيات، حتى تحصل على الخبرة الكافية التي تجعلها أقرب لحلمها.
وحين انطلقت فعاليات مسيرة العودة الكبرى، وجدتها من أول يوم في مقدمة الصفوف، وحين لم يكن في المكان كله أية نقطة طبية لإسعاف المصابين كانت هي نقطة طبية متنقلة، وبادرت لتشكيل أول خيمة طبية، ولم أكن أراها إلا تركض وتركض وتخشى أن يصاب أحد بمكروه دون أن تتمكن من الوصول إليه.
لقد وصلت لمئات الجرحى والمصابين المختنقين بالغاز، بعضهم يكون محاصراً في الخطوط الأمامية ويتطلب الوصول إليه وإنقاذه قلوباً شجاعة كانت تقودها في الكثير من الأحيان بطلة اسمها رزان النجار.
كنت أراها دائماً هناك في المخيم، كانت رغم شجاعتها خجولة، عيونها تلمع من احتباس الدموع، وملامحها حزينة من هول ما ترى في محيطها، تركض كلما سمعت صوت الرصاص باتجاهه لتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بتفانٍ شديد وهمة عالية.
وهي المتطوعة التي ما كانت تبحث عن عمل بقدر ما تبحث عن ذاتها وعن دورها في هذه الحياة، كحال غالبية الشباب هناك في ظل هذا الواقع المغلق، وكانت تسابق الكوادر الطبية الرسمية وتتفوق عليهم في الكثير من الأحيان، ولم تكن تتغيب لو ليوم واحد عن المخيم والفعاليات، كانت أيقونة حقيقية يعرفها كل رواد المخيم وزواره من شدة نشاطها.
رزان المُتعبة من قهر الظروف والأوجاع ومن ظلم الاحتلال وحصاره، وقفت أمام كل العقبات شامخة مثابرة، متحدية وصابرة، حتى على تلك الألسنة التي ما فتئت تسخر منها ومن جهدها أو تقلل منه أو تزايد عليه، وقد ردت على هؤلاء قبيل استشهادها بأيام من خلال كلمات على حسابها على «فيسبوك»، طالبة منهم أن يسكتوا عن المزايدة وإيذائها وإيذاء المشاركين في هذه المسيرات، وأضافت أنه لم يجبرها أحد على القيام بهذا الدور أو الذهاب إلى ذلك المكان، وأنها ورفاقها هم من يصابون وهم من يتعرضون الأذى وهم من يتألمون ويعرفون ما قد يواجهونه.
يوم الجمعة الماضية، ركضت هذه الأميرة الصغيرة نحو الخطوط الأولى لإسعاف بعض المصابين، إلا أن جندياً «إسرائيلياً» مجرماً قنصها في صدرها، ذلك الصدر الذي كانت تحمل فيه شغفها وطموحها وأمنياتها وروحها الجميلة وقلباً يمنح الحب، وارتقت على إثر ذلك إلى السماء.
من رأى وداعها ورأى جنازتها ورأى الدموع في عيون الناس، عرف من هي رزان.. لا تكفي السطور لتعبّر عن خلجات القلب تجاه الملاك الجميل، أقل الوفاء أن نتذكرها ونتذكر من هم مثلها من الأبطال في شتى الميادين، وأن لا نترك القضية التي كافحوا لأجلها أو على الأقل أن لا نخونها أو نطعنها من الخلف.
رحمها الله وطيّب ثراها، كانت عطوفة وطيبة ومعطاءة، كان لها طموح وكان لها قلب… كانت إنسانة.