أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

هذا الإعلام الذي غيّر الحياة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-06-2018

حين يتم تبسيط المسائل، يقال إن وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة بين الجميع، باتت تشكل احتياجاً نفسياً واجتماعياً وإنسانياً، فهي أكثر من كونها وسائل أعلام أو وسائط تواصل، وبحسب الأديب الإيرلندي «أوسكار وايلد»، فإن الإنسان اخترع اللغة ليخفي بها مشاعره «وعليه استعارة كلامه لنبني عليه نتيجة جديدة فنقول»، إن الإنسان اليوم قد اخترع الإعلام الاجتماعي ليختفي فيه، وليخفي به إخفاقاته وإحباطاته وانكسار أحلامه الكبيرة والصغيرة معاً، وليعوض به ما كان ينقصه أو ما يمكن أن ينقصه حسب تواترات الحياة وتطوراتها، في مدن باتت علاقاتها معقدة، والعيش فيها شديد الصعوبة.

وفي ظل الاستخدام والإقبال المتزايد من قبل كل الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية على استخدام منصات التواصل الاجتماعي، صار من الصعب اعتبارها مجرد ظاهرة طارئة أو «موضة»، سرعان ما سينتهي وقتها، وبالرغم من كل ما ترتب عليها من آثار، وما واجهته من انتقادات قاسية، حول انعدام المصداقية، وترويج الشائعات، ومجانبة الموضوعية، إلا أنها، وهذه حقيقة، أسست لإمبراطوريات من التابعين المؤمنين بها، وبالإمكانات والحقوق التي تمنحها لهم، وأولها حق إبداء الرأي على علاته، وحرية التعبير عن كل ما يخطر ببالهم، فهل قضى الإعلام الجديد على ذاك التقليدي بالضربة الحاسمة، في هذا الصراع الدائر بينهما؟

لكن لماذا كان الصراع بينهما من الأساس؟، لأن المسألة ليست إعلاماً خالصاً، إنه تجارة أضواء وشهرة وعلاقات متمددة في فضاء لا نهائي، وتغيير مفاهيم وهندسة عقول لملايين البشر، وفرض ثقافات بالقوة الناعمة، بعد أن أرهقت الجيوش ميزانيات الدول، وقضت على كل شيء.

إن الإعلام الجديد في عمقه البارد المتخفي والمستتر، ليس أكثر من ذراع ناعمة لتغيير شروط اللعبة، لعبة التحكم في العقول وهندستها والسيطرة عليها، وطالما أن هناك احتياجاً إنسانياً فطرياً للتواصل والتقارب، واحتياجاً أكبر لتقدير الذات، وللعلاقة بالآخر وللمعرفة، وطالما فقد الإنسان بواسطة أنظمته القمعية أحياناً، وتطوره المتسارع أحياناً أخرى، علاقاته الإنسانية، وحقه في التعبير والكلام، وطالما أن الحرية باقية في دمه، نسغاً حاراً وتعبيراً صادقاً لوجوده وآدميته، فإنه لا مجال يمكن فيه استيعاب وتلبية كل تلك المطالب، سوى الإعلام الاجتماعي الجديد، في زمن صارت العلاقات الإنسانية والحياة الاجتماعية معقدة، وتجتاحها العديد من الانكسارات والانشغالات، والكثير من الخيبات، وتحديداً في البلدان التي تزدحم بالفقر والقمع واليأس وبرودة العلاقات.