كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن السعودية هددت باستخدام القوة العسكرية ضد قطر إذا حصلت على منظومة "أس 400" الدفاعية الروسية.
وأوضحت أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز طلب في رسالة وجهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغط على قطر لثنيها عن شراء المنظومة الدفاعية الروسية المتطورة وإلا ستتخذ المملكة الإجراءات الضرورية للقضاء على تلك المنظومة، بما في ذلك القيام بعمل عسكري.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدر فرنسي قريب من الملف أن الملك سلمان أعرب في الرسالة عن انشغاله العميق إزاء المفاوضات الجارية بين الدوحة وموسكو.
وقالت إن الملك قلق جدا من تداعيات نشر منظومة "أس 400" في قطر على سلامة المجال الجوي السعودي، ونبه إلى خطر التصعيد.
وختم الملك رسالته بالطلب من ماكرون المساعدة في الحيلولة دون إتمام الصفقة حفاظا على استقرار المنطقة.
وذكرت لوموند أنها لم تحصل على تعليقات من وزارة الخارجية الفرنسية والسلطات السعودية بشأن مضمون الرسالة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سفير قطر لدى روسيا فهد بن محمد العطية كان قد أكد في يناير الماضي أن بلاده تعتزم الحصول على هذه الصواريخ التي تعتبر الأنجح في العالم، وأن المفاوضات مع الكرملين لشراء المنظومة وصلت إلى مراحل متقدمة.
وتأتي التهديدات السعودية الجديدة في سياق التطورات المتلاحقة لاستهداف قطر منذ فرض الحصار عليها قبل عام، وتقدم مؤشرا على عدم وجود نية للتخفيف من حدة التوتر تمهيدا للتوصل إلى حل للأزمة الخليجية.
وتعليقا على الموضوع قال الكاتب الصحفي القطري جابر الحرمي في مقابلة مع قناة الجزيرة إن السياسة السعودية جعلت المملكة في هذه المرحلة جزءا من مشاكل المنطقة بعد أن كانت صمام أمان لها.
وأضاف الحرمي أنه يشفق على الشعب السعودي من السياسات التي تدار بها الأمور في المملكة.
من جهته قال المحلل السياسي الروسي يفغيني سديروف في لقاء مع الجزيرة إن شراء قطر المنظومة يعد شأنا قطريا، ثم إن روسيا لديها اعتبارات براغماتية واقتصادية تسترشد بها في التعامل مع الدول الأخرى. ولفت إلى أن حيازة أي دولة هذه الصواريخ تؤدي إلى أن تضمن أمنها الجوي.
وذكر مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان أن الرئاسة الفرنسية وكذلك الخارجية لم تعلقا على ما ورد في لوموند.
يشار أن الصحيفة الفرنسية كشفت هذه المعلومات بعد نفي الرياض لتصريحات سابقة للرئيس الفرنسي ماكرون أكد فيها أن السعودية كانت تحتجز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في نوفمبر الماضي، وأن جهوده (ماكرون) جنبت لبنان أزمة داخلية وحربا. وقد اعتبر مراقبون أن باريس كشفت هذه المعلومات الخطيرة نكاية بالرياض.