أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«حفلة التفاهة»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-05-2018

الروائي التشيكي الأصل ميلان كونديرا، صاحب روايات تتأمل كثيراً في الأفكار الإنسانية الكبيرة التي لطالما شغلت الإنسان كالخلود والحب والسلطة والقمع والجهل والهوية، وكذلك في الأفكار التي تبدو لبعضنا غير ذات قيمة كالمزاح والضحك والنسيان والخفة والتفاهة! لكن من قال إن التفاهة فكرة ليست ذات قيمة؟ إنها واحدة من القيم الوجودية الكبرى التي تحكم سير الأحداث التي تشكل الحياة الإنسانية ولا قدرة لأحد في مواجهتها أو التحكم في مساراتها سوى بروح الفكاهة، كما يقول كونديرا!

في الرواية يشهد لكونديرا أنه أحد مشاهير الرواية الوجودية، كما أنه أحد الأسماء التي دائماً ما تثار عند اقتراب موعد توزيع جوائز نوبل، لكنه لم يحظَ بها حتى الآن وقد تجاوزت سنه 89 عاماً، ورغم تقدمه في العمر فإن كونديرا غاب عن ملعب الرواية طويلاً بعد إصدار روايته الأخيرة «الجهل» عام 2000، ليعود عام 2013 ويصدر كتاباً بعنوان «لقاء» تحدث فيه كصاحب تجربة سردية كبيرة عن الرواية وراهنها ومآلاتها، وليقول لنا باختصار إن الرواية لا تعيش أزهى عصورها كما يدعي الكثيرون، فلا رواية حقيقية في الواقع، لا شيء سوى التفاهة، أما الرواية الحقيقية فقد انتهت بعد رواية «مائة عام من العزلة» للراحل غارثيا ماركيز!

رواية كونديرا الأخيرة جاءت بعنوان «حفلة التفاهة»، حيث تبدو الأحداث للوهلة الأولى وكأن لا معنى لها، حيث يجتمع أربعة أصدقاء في حفلة عيد ميلاد يتحدثون في أمور لا معنى لها، أحداث وحكايات تافهة أو مجرد تفاصيل ليست ذات قيمة لتمرير وقت الحفلة، مثل حكاية الزعيم السوفييتي ستالين الذي ذهب في رحلة صيد فوجد 24 طيراً على شجرة، وبما أنه لم يكن يملك غير 22 طلقة في بندقيته قنص بها 22 طيراً وعاد ليجلب طلقتين فوجد الطيرين في انتظاره، ولأن الذين استمعوا للحكاية لم تصلهم بروح الدعابة في الحكاية فهم لم يضحكوا ولكنهم أخذوا يسخرون من ستالين في دورة المياه!

ما الذي يبدو منطقياً فيما يحيط بنا -يسائلنا كونديرا- لتكون حكاية طيور ستالين منطقية وليست مجرد مزحة تافهة؟! هذه التفاصيل والسلوكيات التي لا تعد ولا تحصى ونقوم بها كملايين البشر لا فرق بين عبقري وغبي، أو رجل من العامة أو زعيم مخيف كستالين، أليست مليئة بالتفاهة؟

القتل والحروب والمجازر والدمار وانمحاء دول وضياع مستقبل بشر بالملايين بلا سبب يبدو منطقياً ماذا نسميه؟ أليس هذا أمراً يعطي انطباعاً وكأن التفاهة هي المنطق الذي يشد الأحداث أكثر من الجدية والمنطق والعقل؟ هذا ما أعاد كونديرا للكتابة بعد 14 عاماً من الصمت، عاد ليحتفي بالتفاهة ويودع المزاح وروح الفكاهة التي أصبح العالم يفتقدها!