أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

شهر التكافل والتراحم

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 18-05-2018

يمثل شهر رمضان المبارك اختباراً حقيقياً للمسلمين في جميع أنحاء العالم، لقياس مدى التزامهم العملي بمقاصده وغاياته الاجتماعية، وفي مقدمة ذلك تعزيز روح الأخوة والتكافل والتراحم والتواصل لتجاوز جزء من واقع مثخن بالجراح والفرقة والصراعات.
ولا شك أن الإرادة الداخلية هي الأساس للتغيير في كل الأحوال، لكن توافرها في رمضان أسهل من غيره، ذلك أن مفهومه وفلسفته تقوم على التغيير الشامل تقريباً، ويشمل هذا تغيير عادات الأكل والشرب والإنفاق والإقبال على الله، طلباً للتوبة والمغفرة، وتحسين العلاقات بين الناس أنفسهم، إن على مستوى الأسرة أو المجتمع.
في اختبار العادات الصغيرة التي يفشل فيها البعض، كمثل الذين يتعاطون التدخين بالشهور الأخرى، يختلف حالهم برمضان ذلك أن الصوم يساعدهم في تحويل العادة اليومية إلى شيء ثانوي، تقل درجة الرغبة في البحث عنه، نظراً لطول ساعات الصيام، وهذا يشجع الراغبين في ترك مثل هذه العادة وغيرها، على تحقيق أمنيتهم في فرصة الثلاثين يوماً.
ويمكن لمن اعتاد الإنفاق الزائد أو نسي أقاربه وأصدقاءه في غمرة انشغالاته وهمومه بالحياة أن يتذكرهم في رمضان، ويتفقدهم بما تيسر وأمكن بزيارة للمنزل، أو لقاء بالمسجد، أو بمكان آخر، وفي ذلك يجمع بين الخير الذي يرجوه لنفسه وهو استثمار للآخرة، وقيام بالواجب تجاه أقارب أو أعزاء، قست عليهم الأيام.
وفي وضع كحالنا باليمن، ستكون المسؤولية كبيرة على قيادات المجتمع من خطباء وأئمة المساجد، إلى أهل الخير والقائمين على المؤسسات الخيرية، إلى المصلحين والعقلاء والمؤثرين عموماً، في استغلال هذه المناسبة الكريمة لإصلاح العلاقات بين الناس، كون نفوسهم مهيأة للتغيير والتسامح والتسامي، والتوافق على برامج عملية للتخفيف من معاناة المواطنين، وهي كبيرة، بالاستفادة من أخطاء التجارب السابقة.
لقد تركت الحرب أثراً بالغاً في النسيج الاجتماعي، وزادت حدة الانقسام تبعاً للانتماءات السياسية والجغرافية والفكرية، وامتد هذا الأمر إلى داخل الأسرة الواحدة، وهذا ما تجاوز الاختلاف المحمود في الرأي والقناعات، الذي يكون عامل ثراء وتنافساً مفيداً.
وبطبيعة الحال سيستمر هذا الأمر ما دامت الحرب قائمة، وحتى بعد وقفها ستأخذ وقتاً وجهداً لتجاوزها، وحتى الوصول إلى ذلك اليوم المنشود، يمكن استغلال شهر الخيرات لترميم بعض العلاقات على قاعدة التعايش، وتحييد السياسة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.
رمضان مناسبة عمرها شهر، ومن السهل التخطيط والإعداد لاستغلالها كما يجب، ولهذا فإن الفرصة سانحة وممكنة لإحداث تحوّل في حياة الناس، والتغيير يبدأ من داخلهم بالرغبة والإرادة، وأحياناً يكون التغيير فرصة بمناسبة كهذه، شريطة استثمارها كمن يسعى للنجاح.