تزامناً مع الذكرى السبعين للنكبة، والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، الإثنين (14|5)، ظهرت في الصحافة السعودية، الثلاثاء (15|5)، مقالات تشيد بدور إسرائيل بشكل مباشر أو موارب، تحت ذريعة الصراع مع إيران.
الكاتب في صحيفة “الجزيرة” محمد آل الشيخ، كتب تحت عنوان “نعم سأقف مع إسرائيل لو ضربت إيران”. وتابع: “سؤال يدور في المجالس هذه الأيام مفاده: لو دارت حرب بين إسرائيل وإيران، فمن ستقف معه؟ قلت، وبلا تردد: طبعا سأقف بكل قوة مع إسرائيل، وسوف أساندها قدر ما أستطيع؛ فإيران عدو وجودي، ينطلق في قتاله من منطلقات كهنوتية عقدية، فهو يعتبر أن وجودنا كدول سنية تفريط بدم الحسين، ويتهمنا زورًا وبهتانًا بقتله”.
وأضاف: “صراعنا مع إيران صراع مصيري ومعركتنا معها معركة مصيرية، تتعلق بوجودنا، لذلك فإن إيران الملالي الكهنوتية نقف معها على طرفي نقيض، من مصلحتنا أن تزول كنظام وتجتث من الأرض، ولا يهمني من يقوم بهذه المهمة، فسأقف معه كائناً من كان بكل قوة وسأناصره قدر استطاعتي”.
عبد الرحمن الراشد، الصحافي والإعلامي المعروف، كتب في صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً بعنوان “صعود إسرائيل إقليمياً”، قال فيه: “عند تفعيل العقوبات، وزيادة الضغوط على إيران سيكون لإسرائيل دور إقليمي جديد لم يسبق لها أن لعبته. فقد كانت نشاطاتها محصورة في أمنها الخارجي من حروب ومواجهات مع دول الجوار. يحتمل أن تأخذ إسرائيل دوراً جديداً، دور الشرطي الذي يراقب ويحاسب إيران”.
وتابع: “ما دامت الإدارة الأمريكية توكل هذا الدور الجديد لإسرائيل، وهو ملائم للأطراف العربية الأخرى، فالأرجح أنه سيتوسع مستقبلا. فإسرائيل دولة صغيرة نسبيا، تقارب مساحتها مساحة الكويت، لكنها تملك قدرة عسكرية إقليمية متفوقة”.
أما الكاتب السعودي تركي الحمد فقد علّق على المجرزة التي نفذتها إسرائيلي في قطاع غزة الإثنين، في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر” قائلاً : “لو كانت مقاومة حقة للاحتلال لما تأخر أحد في الوقوف معها، كما يقف المرء مع صاحب الحق في كل مكان. ولكن أن يكون كل ذلك مناورة إيرانية تنفذها حماس على حساب أطفال غزة، فذاك أمر مرفوض.. وستبدي لكم الأيام ما كان خافياً”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية احتفت قبل أيام بتغريدات الحمد، وبمقال للراشد، حول الغارات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية في سوريا، مستدلة أن “العالم العربي يقف اليوم مع إسرائيل التي يكرهها، ضد إيران”.
وأضافت أن ذلك “خطاب مشوق لم نسمع مثله، ينتشر في العالم العربي”.
وأوضحت “النبرات اختلفت دفعة واحدة، والمدافعون الجدد عن إسرائيل لا يترددون في الكشف عن الوجوه والأسماء”.
وأشادت بـ”المقال الشجاع″ للحمد، والذي جاء فيه: ” إننا نكره إسرائيل، وذلك لأننا تربينا على هذا”.
واقتبست من المقال: “إسرائيل دولة تثير الأعصاب، ولكني بالتأكيد قادر على أن أفهم دوافع سلوكها تجاه إيران، فماذا يتوقع بالضبط أن تفعل حين تلقى الأفعى الإيرانية؟”.
وحول مقال الراشد الذي جاء تحت عنوان: “مع من تقف: إيران أم إسرائيل؟” نوهت إلى أن المقال “تبنته نحو عشرة وسائل إعلامية رائدة في العالم العربي، كما أن الشبكة مغمورة بردود الفعل”، مدعية أنها “لم تجد واحدا هاجم كاتب المقال أو وجد من الصواب أن يدافع عن النظام في طهران”.
واقتبست مقطعاً منه جاء فيه: “لو سألت أي سيدة سورية أو لبنانية قتل ابنها من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني، فهي لن تتردد في الدعاء بالنصر لإسرائيل والدعاء على خصومها بالويل والخسران”.