أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

فتنة الأشياء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-05-2018

وأنا أسير متمهّلة متنقلة بين جسر وجسر، ومن متحف لقصر لساحة تعج ببشر من كل الدنيا، ثملة بحالة الطقس البديع وبما أرى وأسمع وأقرأ، قادتني قدماي وفضولي للدخول في كثير من حوانيت فلورنسا التي تبيع ذوقاً إيطالياً مغايراً على هيئة بضائع ساحرة، ذوق تحسّه معتقاً وذاهباً في الزمن وفي الإتقان حد دوران الرأس!

كيف يمكن لمنتج صغير (تمثال لطفل من المرمر الأبيض، علبة معدنية أنيقة تحوي شيئاً من زيت الزيتون، حذاء طفلة، قميص رضيع بأزرار من اللؤلؤ، باقة ورد، زجاجة عطر تتغلغل في روحك، سوار فضي تشتريه لعزيز على قلبك..) أن يفتنك حين تلمسه فتشهق تأثراً؟ هذه أشياء لا تشبه غيرها مما اشتريته في حوانيت كثيرة حول العالم، وإذ يراك البائع تقلب شيئاً منها بين أصابعك يبادرك: إنه صناعة يدوية من هنا، من فلورنسا!

تشتري ما أردت، تنقد البائع ثمنه، وتخرج تدور في رأسك فكرة الإنسان وصناعة الحضارة، فتتأمل كيف يأتي البشر من أمكنة مختلفة، يعجنهم الوقت وتصهرهم الجغرافيا، ثم يمنحون الأمان فيبدأون بتشكيل زمانهم ومكانهم عبر مئات السنين، تعرف عندها أن الأعمال العظيمة والجميلة التي مررت بها هي نتاج الوقت المتمهل والفضائل، فضيلة الإتقان والعمل الدؤوب والشغف!

إنني أعترف أمامكم بوقوعي في الدهشة دائماً حيال هذه التفاصيل التي تدخلني فيها المدن التاريخية والعتيقة، أنا التي -اعتقدت جهلاً- أنني قد اكتفيت بكل ما شاهدت من التجوال والسفر وعقدت العزم على ألا يبهرني شيء كي أحفظ لعقلي تلك المسافة الحاسمة التي تمنحه فرصة لا بأس بها للحكم بشكل أكثر دقة وموضوعية! فأكتشف في كل مرة أنك مع الحب والدهشة لا يمكنك أن تكون محايداً أبداً!

أليكس صاحب حانوت الذهب وزوجته ألكساندرا، كانا يعرضان مشغولات ذهبية لافتة وفي غاية الجمال، حين طلبت أن أرى إحدى القطع فاجأتني دماثة الرجل وكرمه وسمرته وابتسامته، شعرت بأنني أعرفه، إنه كأحد الذين تبادلت معهم الحديث في القاهرة أو بيروت أو طنجة، يذكرك برجل يدير مقهى في ميناء جبيل أو الإسكندرية، سألته: هل أنت من أهالي فلورنسا؟ قال: نعم لكن أبي مصري، ووالدتي أصولها من حلب. ثم أخرج ألبوم صور له ولوالده ووالدته، هكذا تتخلق حضارة الإنسان!