أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

«اغتيال العقول» من ركائز المشروع الصهيوني

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 23-04-2018

لم تتوقف اغتيالات الكيان الصهيوني للعقول المبدعة والنابغة من الفلسطينيين أو العرب والمسلمين منذ نشأة هذا الكيان، وتأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية والمهام الخاصة «الإسرائيلي» المعروف بالموساد.
اغتيال العالم الفلسطيني «فادي البطش» فجر يوم السبت الماضي في كوالالمبور بماليزيا، كان آخر هذه الاغتيالات المنسوبة لجهاز الموساد الصهيوني، وقد سارعت وسائل الإعلام العبرية إلى الاحتفاء بخبر اغتياله، والحديث عن نشاطه السياسي، بوصفه أحد كوادر حركة حماس، مع تلميحات تشير إلى تورط جهاز الموساد في العملية، فهذا الجهاز بالعادة لا يعلن التبني الواضح لعملياته، إلا من خلال التسريبات أو التلميحات.
تدرك «إسرائيل» أن حربها مع العرب والمسلمين تشمل الميادين كافة، بما فيها ميدان العلم وبناء النهضة، لذلك سعت وتسعى لإحباط كل محاولة للنهوض العلمي الكامل والشامل في الوطن العربي، وتعمل على ضرب كل تفوق علمي أو عسكري أو أمني بكل الأساليب والوسائل.
ومن ذلك ضربها للمفاعلات النووية ومصانع الأسلحة النوعية في الوطن العربي، واغتيالها عشرات العلماء والنوابغ، وهو الأمر المرتبط أساساً بدورها كمشروع هيمنة واحتلال توسعي، يهدف لإبقاء الوطن العربي والإسلامي في حلقة مفرغة من الجهل والتخلف، وتحافظ هي على التفوق النوعي.
لذلك حتى الدول الأكثر تماهياً وتبعية للمشروع الصهيوني ليست بأفضل حال من الدول التي تعادي الكيان، ولم تتقدم سوى بالمشاريع الاستهلاكية التي تهدف إلى تحويلها إلى سوق بيع، وإلى استنزاف مقدراتها لصالح الشركات والمصانع الغربية.
ومحرمٌ عليها، خصوصاً في الوطن العربي، بحكم ما نرى على أرض الواقع، أن تقوم بالصناعات الثقيلة أو النوعية أو العسكرية، أو إنشاء مفاعلات نووية حتى للأغراض السلمية، وكل نظام يسعى لامتلاك القوة أياً كانت يتم التآمر عليه، ومحاولة الانقضاض عليه، أو إشغاله بالإشكاليات الداخلية، أو مع الجوار حتى تُستنزف قواه.
ومن ذلك أيضاً ما يجري هذه الأيام من ضرب للمقدرات المالية العربية بحرقها في صراعات مذهبية أو مناطقية أو عرقية أو سياسية لا تستند إلى أسس أخلاقية، فدور الصهاينة، ومن معهم من داعمي المشروع الصهيوني، هو إثراء هذه الخلافات وتعزيزها، وصب الزيت على نارها، وإن زعموا عكس ذلك، ولا أدل على الأمر من بيعهم الأسلحة أحياناً لطرفي إحدى هذه الأزمات في الفترة ذاتها.
إدراك فحوى المشروع الصهيوني على أنه أداة «استعمارية» لترسيخ الرجعية والتراجع في جميع المجالات يقودنا إلى حقيقة أننا لسنا أقل قيمة من ناحية القدرات الفكرية ولا الحضارية ولا العقلية ولا الثقافية...، وإن ما ينقصنا هو إتاحة المجال لنا، وليس القدرات، بمعنى أدق ما ينقصنا هو الحرية، فقد رحل عن جلّ الديار العربية الاحتلال بشكله المعلن، وعاد بأشكالٍ أخرى منها القيود على التقدم والنهضة.
لذلك نرى أن كثيراً من العلماء العرب حصدوا الجوائز وذاع صيتهم في العالم، ونالوا براءات اختراع وجوائز عالمية، لكن بعيداً عن بلدانهم، وجرى توثيق أكثر من حالة لعلماء عرب جرى اغتيالهم بعد رفضهم عروضاً للعمل خارج البلدان العربية والإسلامية، ومنهم كانت العالمة المصرية سميرة موسى.
من الضروري النظر إلى حالنا كأمة بموضوعية متناهية، دون الرضوخ لتلك المقارنات التي جعلتنا «عالم ثالث» فمن صنفونا هم من أوصلونا لهذه الحالة من خلال عدوانهم وحروبهم وقيودهم علينا، ومن خلال الخونة الذين يعملون معهم أو لصالحهم.
وإدراك هذه الحقائق لا يعني التسليم بها ولا لها، بل يعني فهمها لفهم سبل الخلاص منها، وأول هذه السبل إنهاء الاحتلال بمختلف أشكاله، بما فيها الاحتلال المعنوي، وهو طريق كفاح شاق يحتاج لرجال تحمل الجسور، وتضع البذور في حقوله كافة، وترعاها، حتى نرى ثمار الحضارة والمجد.;