دعت عشر جماعات حقوقية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للضغط على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، رسمياً، لإنهاء حصار الموانئ اليمنية والعمل على حل دبلوماسي للصراع هناك.
وتتصاعد الضغوط على ماكرون لتقليص الدعم العسكري للسعودية والإمارات اللتين تقودان حملة التحالف العربي ضد مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي تسيطر على معظم شمالي اليمن، وضمن ذلك العاصمة صنعاء، وتسبب الصراع في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وتشريد ما يزيد على ثلاثة ملايين.
ومن المقرر أن يصل بن سلمان إلى فرنسا يوم الأحد المقبل، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، ويريد المشرعون والجماعات الحقوقية من ماكرون تعليق بيع الأسلحة إلى الدولتين، وهما من أكبر المشترين.
وقالت آن إيري، من منظمة "هانديكاب إنترناشونال" الدولية المعنيَّة بالمعاقين، لوكالة "رويترز"، أمس (الأربعاء): "قصف المدنيين في اليمن يجب أن يتوقف، وندعو كل أطراف الصراع لوقف ذلك على الفور"، مضيفة: "قبل زيارة ولي العهد الأمير محمد، على ماكرون أن يختار: إما حماية المدنيين وإما بيع الأسلحة".
وخفضت بعض الدول الأوروبية، لا سيما ألمانيا، علاقاتها مع التحالف الذي تقوده السعودية، لكن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لم تحذُ حذوها.
لكنّ قلق الحكومة الفرنسية من تدهور الوضع الإنساني في اليمن زاد بشدة، وفي ديسمبر الماضي طالب ماكرون بالإنهاء الكامل للحصار السعودي لليمن.
وشنَّ التحالف آلاف الضربات الجوية ضد المقاتلين الحوثيين، وكثيراً ما أصاب مناطق للمدنيين، وينفي التحالف تعمُّد ذلك.
وقال جوناثان كونليف مدير عمليات الشرق الأوسط في منظمة "أكشن أجينست هانجر"، المعنيَّة بمكافحة الجوع، للصحفيين: "على فرنسا أن تدخل في نقاش أوسع، ليس فقط فيما يتعلق ببيع الأسلحة، لكن أيضاً حصار هذا البلد. هذه الاستراتيجية لم تنجح".
وتأتي زيارة الأمير محمد، في توقيت دقيق تمر به العلاقات الفرنسية-السعودية، وكان الرئيس السابق، فرانسوا أولاند، حرص على إقامة علاقات وثيقة مع دول الخليج، وخاصة السعودية، في الوقت الذي اتخذت فيه باريس موقفاً صارماً تجاه طهران في أثناء المفاوضات النووية.
وقالت بينيدكتيه جينرود، مديرة مكتب فرنسا في "هيومان رايتس ووتش"، تعليقاً على الزيارة: "لا يستحق الأمير محمد جوقة الشرق، ولا البساط الأحمر، هو يستحق عقوبات".
لكنَّ ولي العهد السعودي الحالي، البالغ من العمر (32 عاماً)، شدد على مدى الشهور الماضية، على قوة العلاقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي سعى فيه ماكرون لتحسين العلاقات مع إيران، العدو اللدود للسعودية في المنطقة، بحسب "الخليج أونلاين".