أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

نهاية الابتزاز السياسي

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في العلاقات الدبلوماسية، هناك معادلة بسيطة، تاريخك في العلاقات الدبلوماسية سيكون العامل الأساسي في تقييم إمكانية التعاون معك اليوم. كما هو الحال تماماً في تعاملك اليومي لو اقتُرح عليك أن تتعاون مع شخص ما ومعروف عنه سلوكيات غادرة وغير سوية في التعامل، فبلا شك سيؤثر ذلك على قرارك التعاون معه. منذ بداية العهد الحالي في السعودية، وبروز تحالف أبوظبي والرياض بين بن سلمان وبن زايد، بات واضحاً أن الابتزاز السياسي هو السمة الأبرز في السياسة الخارجية لهذا التحالف. تم ابتزاز العديد من الدول للحضور إلى قمة ترمب في الرياض والتعهد بدعم اقتصادي لواشنطن، ثم ابتزاز قطر في هذا الإطار لتلتزم بالخط السياسي لهذه الدول، ثم ابتزاز دول عدة عربية وإفريقية للوقوف مع حصار قطر، ثم ابتزاز شخصيات مثل شفيق والحريري، وأخيراً الشيخ عبدالله بن علي لأهداف مختلفة. الرسالة بسيطة: إما أن تفعل ما تريد متى ما أردناه، أو تتعرض للعقوبة. كل ذلك بعيداً عن المصالح المتبادلة ولغة المساومة السياسية، فقط افعل ما تُؤمر وإلا..!
في الحقيقة، الابتزاز السياسي يكون سهلاً على الدول التي تمتلك التفوق الاستراتيجي. الاتحاد السوفييتي ابتز دولاً كثيرة كما فعلت الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة، ولكن حتى هذه القوى الكبرى كانت حريصة دائماً على أن يكون هذا الابتزاز مغلفاً بلغة المصالح. أما حين يكون هناك توازن في الحجم أو تقارب، تلجأ الدول إلى المساومة عبر المصالح المشتركة. وربما يكون السؤال عن سبب ذلك مشروعاً؛ فدولة بحجم الولايات المتحدة مثلاً بإمكانها شن حرب على أي دولة تخرج عن طوعها، وفي غالب الأمر تمتلك القدرة على إخضاعها. الواقع السياسي مختلف عن هذه النظرة التسطيحية، حين تقوم دولة قوية باستهداف أخرى دون مبررات مقبولة، يضع ذلك علامة استفهام على العلاقات مع هذه الدولة، فتنتقل الدول الأخرى تدريجياً إلى سياسة تعامل حذرة لتجنب مصير الدولة التي وقعت في الفخ. الشيء نفسه ينطبق على الأفراد الفاعلين سياسياً والمجموعات المختلفة، تصبح مع الوقت هذه الدولة القوية شريكاً مثيراً للقلق، وتجد الدول والفاعلين يتجهون إلى تحالفات مع منافسي هذه الدول للتعامل مع خطرها وتهديداتها، وذلك حدث بوضوح خلال الأزمة، حين وجدنا دولاً تتجه بعيداً عن التحالف مع رباعي الحصار، مثل المغرب، وبعض الدول الإفريقية، بسبب سياسة الابتزاز هذه.
الآن، خسر رباعي الحصار العديد من الحلفاء والشركاء خلال هذه الأزمة، الأردن، والمغرب، والسنغال، ولبنان، والعراق، والكويت، وعُمان، كلها تحركت بعيداً عن محور أبوظبي-الرياض، ليس بالضرورة باتجاه المحور المعاكس، ولكن بعيداً عن الأول. وأخيراً حتى الأفراد الذين تم استغلالهم مثل شفيق والحريري وعباس وحتى عبدالله بن علي، وجدوا أنفسهم في مآزق متتابعة نتيجة هذه العلاقة. وبينما تمكّن الحريري من العودة إلى لبنان بفضل الضغط الدولي، وعباس إلى رام الله ليتخذ من هناك خطاً مغايراً لما طُلب منه حسب ما يبدو، وجد شفيق نفسه على طائرة متجهة إلى خصمه في القاهرة بعد النفاذ منه إماراتياً. والآن عبدالله بن علي، يبدو أنه يجد نفسه ضحية مرتقبة لمسرحية جديدة.
السؤال الآن، لو طُلب منك الآن كفرد أو كممثل لدولة ما أن تتحالف مع محور الحصار، أين سيقودك تفكيرك المنطقي؟ بطبيعة الحال ستفكر ألف مرة قبل أن تعطي هذه الدول حبل رقبتك؛ لأنها أظهرت أنها لا تستهدف أعداءها فقط، بل حتى من يتحالف معها سيجد نفسه أمام خيارين: إما أن تعمل حسب مصالحهم ولو كانت ضد مصالحك، أو أن تتعرض للعقوبة التي لا قبل لك بها.;