بعد فرحة غمرت مواطني الدولة بقرار اتحاد الكرة الإماراتي المشاركة في بطولة كأس الخليج " خليجي 23" إثر نقل البطولة من قطر إلى الكويت نتيجة رفض كل من الإمارات والسعودية والبحرين المشاركة في البطولة في حال عقدها في الدوحة بسبب الأزمة الخليجية، جاءت نتيجة المباراة النهائية التي خاضها المنتخب الأبيض وخسارته أمام المنتخب العماني بركلات الترجيح مخيبة لآمال مشجعي فريق الإمارات لا سيما بعد الأنباء عما وصفته وسائل إعلام بـ "السهرات الماجنة " التي قضاها عدد من لاعبي المنتخب ليلة المباراة بدلاً من التدريب مما كان سبباً في خسارة البطولة، واستهتاراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
خيبة أمل شعبية
جماهير المنتخب الإماراتي توافدوا إلى الكويت لمؤازرة المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم في مباراته أمام منتخب سلطنة عمان، لا سيما بعد قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير طائرة A380 التابعة لطيران الامارات لنقل المشجعين مجاناً إلى الكويت، و كانوا يتطلعون إلى مباراة تليق بالأداء الذي قدمه المنتخب خلال البطولة لا سيما وأن منتحب الإمارات كان حقق فوزاً سابقاً على المنتخب العماني في مبارة الافتتاح، وفوزه لاحقاً على المنتخب السعودي والمنتخب العراقي، و الأداء الذي قدمه عدد من لاعبي المنتخب خلال البطولة وعلى رأسهم حارس المرمى خالد عيسي الذي توج كأفضل حارس في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 23".
كما كانت توقعات المراقبين للبطولة بأن المنتخب الإماراتي جاهز للفوز باللقب والعودة به لأبوظبي، و أن جميع اللاعبين جاهزون ولا غيابات مؤثرة، و أن مدرب المنتخب الإماراتي "زاكيروني" سيشرك في المباراة جميع أسلحته الضاربة خاصة ذوي الخبرة وفي مقدمتهم أحمد خليل وعلي مبخوت وعمر عبد الرحمن وإسماعيل حمادي، مشيرين إلى تاريخ اللقاءات بين الفريقين الإماراتي والعماني وعددها 21 مباراة حيث فازت الإمارات في 12 مباراة وعمان في ثلاث وتعادلا ست مرات.
المفاجأة الصادمة
لكن كانت المفاجأة الصادمة لجمهور المنتخب الأبيض ما كشفه الإعلامي الرياضي يعقوب السعدي عبر تغريدة له على موقع تويتر عما وصفه بـ"سهرات ماجنة" قضاها عدد من لاعبي المنتخب ليلة المبارة مما كان سبباً في خسارة الفريق، مطالباً بالتحقيق في هذا الأمر، حيث وجه رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم مروان بن غليظة بتكوين لجنة لتقصي الحقائق بخصوص هذه الاتهامات وتأكيدهه بأن هناك لوائح لمعاقبة اللاعبين في حال ثبت الخبر ولن تكون هناك أي مجاملة، بحسب ما نقلت صحيفة الرؤية.
وقال السعدي في تغريدته "حين يكون لدينا لاعبين غير مسئولين وغير مدركين لقيمة الشعار والعلم الذي يحملونه على صدورهم ويقضون ليلة المباراة النهائية في سهرات خارجية ماجنة تكون النتيجة ما رأيناه ...وهنا يجب التحقيق لنعرف سبب ما حدث".
وعبر السعدي عن خيبة الأمل نتيجة الاستهتار من قبل بعض اللاعبين بتطلعات الشعب الإماراتي نحو فريقة، مضيفاً "كل هذه الجماهير التي تجمعت من كل الإمارات وشجعت بكل تفانٍ وإخلاص، وكل هذا الاهتمام الرسمي الذي حصل عليه المنتخب واللاعبون .. ضرب به لاعبون شهيرون عرض الحائط واستمتعوا بسهرة حلوة حتى الصباح .. فكان الجزاء وضاعت ضربات الجزاء وعادت الجماهير حزينة... خسارة على النجوم".
وطالب السعدي بالتحقيق في هذه التجاوزات قائلاً "يجب التحقيق فورًا لمعرفة أين سهر بعض لاعبينا ليلة المباراة النهائية بالكويت، وماذا كانوا يفعلون استعدادًا للنهائي؟ ... لا تبحثوا عن أسباب أخرى لخسارة درامية لبطولة كانت في يدنا أضاعها لاعبون ليس لديهم ذرة إحساس".
كما طالب الإعلامي علي حميد والذي يعد من أشهر المعلقين الإماراتيين خاصة على مباريات المنتخب في تغريدة له بضرورة محاسبه المقصرين ابتداء من اللاعبين و الأنديه وتنتهي بالاتحاد الرياضي، مضيفاً " فسمعة الامارات اكبر من اي مقصر ويكفي ماقدمته الحكومه متمثل بولاة الامر وتضحية الجماهير فسخرو الطائرات لنقل الجماهير التي هتفت وضحت ولكن لم يؤخذ في الاعتبار من بعض اللاعبين" بحسب حميد.
مطالب شعبية
فخيبة الأمل الشعبية في "خليجي 23" جاءت مزدوجة سواء من خلال خسارة البطولة أو ما شهدته من ممارسات وصفت بالعدائية تجاه قطر بسبب الأزمة الخليجية، لا سيما وأن قرار المشاركة في البطولة بعد نقلها للكويت شكل بارقة أمل في أن تسهم الرياضة في ترطيب الأجواء بين دول الخليج لا سيما وأن الكويت اتخذت من "حمامة السلام" شعاراً للبطولة أملا في لم شمل الصف الخليجي.
لذا فالاتحاد الإماراتي لكرة القدم مطالب بتحقيق عاجل وجاد في ملابسات ما جرى وحقيقة الاتهامات التي وجهت لعدد من لاعبي المنتخب الوطني ليلة المبارة بدلاً من أخد الاستعدادات اللازمة لها، وإيقاع العقوبة الرادعة بحقهم، لما تمثله تلك السلوكيات - إن ثبت ارتكابها - من خروج عن قيم المجتمع الإماراتي النبيلة، واستهتاراً بالثقة الرسمية والشعبية لمنتخب الإمارات وتوفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي له ، فالرياضة تعد من أبرز ما يعبر عن المجتمعات وقيمها الأصيلة.