أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

مدينة الأنبياء

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 15-12-2017


الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني لم يكن مفاجئاً، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً وصريحاً في حملته الانتخابية عندما قال: إنه في حالة فوزه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ليؤكد مثل هذا الضم. ولم يجد أي رد فعل من العرب يتساوى مع الوعد الذي أطلقه، كما أن الكونجرس الأميركي، هو الآخر كان واضحاً وصريحاً عندما صوّت في عام 1995 وبشكل شبه جماعي على قانون يقضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لتكون القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني المحتل. 
والرؤساء السابقون الأميركيون بيل كلينتون وبوش الابن وأوباما، لم يعترضوا على ذلك القانون، كذلك الحكومات الأميركية السابقة ساندت الحكومة الإسرائيلية وساعدتها في الكثير من ممارساتها الاستعمارية مثل مصادرة الأرض في المدينة المقدسة وطرد سكانها وسحب هوياتهم، ويكفي هنا أن نشير إلى ما قاله مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي سنة 2009 إن إسرائيل تنفق ملياراً ومائتي ألف دولار سنوياً على مشروعات تهويد القدس، بينما يقل إجمالي ما قدمه العرب والمسلمون من دعم للقدس خلال عشر سنوات عن خمسين مليون دولار أغلبها من جمعيات وأفراد لترميم الأماكن المقدسة. أميركا أيضاً تدعم العديد من المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية وترفض إدانة الإجراءات الإسرائيلية، ورئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن كان واضحاً وصريحاً أيضاً عندما قال في عام 1979: «إن القدس الموحدة (شرقية وغربية) هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وهو التوجه الذي أيده الكنيست الإسرائيلي، وأصدر في عام 1980 قراراً اعتبر فيه القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ووزير البناء الإسرائيلي «يواف غلانت» أعلن بعد الاعتراف عن بناء 14 ألف وحدة سكنية جديدة في القدس سبعة آلاف وحدة منها في القدس الشرقية المحتلة. والكاتب الإسرائيلي «ألوف بن دافيد» كتب في صحيفة «معاريف» يقول: «هذا الاعتراف هو أجمل هدية قدمها ترامب لإسرائيل وستكتب في سجل التاريخ، ولن يتجرأ أي رئيس أميركي على إلغاء الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وإذا انتقلت السفارة إلى هناك فهذا سيكون للأبد».


كذلك التقارير التي رفعت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت تقول إن الشعوب العربية لم تعد مشغولة بالقضية الفلسطينية لانشغالها بالحروب الأهلية في العديد من الدول العربية وتمزقها الأحقاد والخلافات الداخلية، وإن غضبت فإن غضبها سيكون فاتراً سرعان ما ينتهي ويحل النسيان، وهذا الذي دفع ترامب لأن يسارع في اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة التي تعادل في وزنها ما حدث في وعد بلفور وتشبه حسب وصف صحيفة روسية «قنبلة ذرية جيوسياسية».
     
 
القدس مدينة عربية، وهي ليست للفلسطينيين وحدهم أو للعرب وحدهم، وإنما هي لأكثر من مليار مسلم لأنها أرض الإسراء والمعراج التي ذكرها الله في كتابه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ..).


الاستعمار الصهيوني سوف يواصل طريقه في احتلال الأرض والمقدسات الإسلامية وسيواصل مشاريعه الظلامية ومخططاته بمساندة الدول الكبرى (الغربية) ضد العالم العربي والإسلامي، وسيستعين من أجل ذلك بخريطة «الفتنة» وخريطة الحالة النفسية التي تفسر له وضع العرب وحالتهم المأزومة، وهي خرائط يجري الآن التحضير لها بكل قوة. الاستعمار الصهيوني يتقن فنون اللعبة الاستعمارية بالمؤامرات والأساليب الملتوية، وقد استخدمها في مفاوضات السلام لمدة 24 سنة والخطأ التاريخي الذي وقع فيه الفلسطينيون أنهم تفاوضوا مع إسرائيل من منطلق السلام والنوايا الحسنة متناسين أن العقلية الصهيونية عقلية تآمرية لا تتعامل بمثل هذا المنطق، بل بلغة القوة والحيلة والمكر والخداع. فمنذ بداية أوسلو، وما أعقبها من إعلانات ومبادرات واتفاقات، كان ذلك هو النهج الثابت والمستمر في السلوك الإسرائيلي، فهل نترك مدينة الأنبياء في يد أعداء الأنبياء.