يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم اجتماعا مغلقا بطلب من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لمناقشة التطورات الأخيرة بالبلاد، وسط قلق أممي من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة التصعيد واستمرار المعارك.
وعلم مراسل الجزيرة من مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد طلب عقد مشاورات مغلقة للمجلس، بدلا من الجلسة المفتوحة التي كان من المقرر أن يقدم خلالها إحاطة بشأن المسار السياسي اليمني والأوضاع في البلاد.
وقال المصدر الدبلوماسي إن طلب المبعوث الخاص مرتبط بالتطورات الخطيرة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية باليمن، وحالة الضبابية السائدة في البلاد، خاصة بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
تزامن ذلك مع إعراب مسؤولين أممين عن قلقهم البالغ من التصعيد الحاد الذي شهدته المعارك وعمليات القصف في اليمن، وتحذيرهم من أن استمرار القصف والقتال وإغلاق المنافذ، يهدد الشعب اليمني بالمجاعة وانتشار الأمراض.
وأكد متحدث باسم البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة في اتصال مع الجزيرة أن بلاده قلقة إزاء التطورات التي شهدها اليمن مؤخرا، واستمرار الاشتباكات المسلحة في شوارع صنعاء، وناشد جميع الأطراف ضرورة تخفيف التصعيد، كما قال إن التطورات الأخيرة تؤكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل.
قصف شديد
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماك غولدريك إن السكان في صنعاء يتعرضون لقصف شديد جراء المعارك العنيفة، مضيفا أنه من الصعب العثور على أماكن آمنة، بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف والغارات الجوية.
من جهته أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يضيف مرحلة شديدة التعقيد إلى أوضاع سياسية هي صعبة أصلا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد عبر بدوره عن قلقه العميق إزاء التصاعد الحاد في الاشتباكات المسلحة والغارات الجوية في صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، بمن فيهم مدنيون.
وأشار غوتيريش في بيان له إلى أن القتال يقيّد حركة الناس والخدمات المنقذة للحياة داخل المدينة حيث لا تستطيع سيارات الإسعاف والفرق الطبية الوصول إلى المصابين، ولا يستطيع الناس الخروج لشراء الطعام وغيره من المواد الضرورية.
وقال إن العاملين في المجال الإنساني لا يستطيعون السفر والقيام بعملهم لإنقاذ الأرواح في الوقت الذي يعتمد فيه الملايين من اليمنيين على المساعدة للبقاء على قيد الحياة.
ودعا غوتيريش جميع أطراف الصراع إلى وقف جميع الهجمات الجوية والبرية، مؤكدا أن عدم رفع الحصار بشكل كامل عن اليمن من شأنه تهديد البلاد بالمجاعة، وطالب باستئناف عاجل لجميع الواردات التجارية التي بدونها يقع ملايين الأطفال والنساء والرجال عرضة لخطر الجوع والمرض والوفاة.