طلب الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح طلب وساطة حزب الله اللبناني وإيران لاحتواء خلافه مع جماعة الحوثي، في وقت قال حزب المؤتمر الشعبي العام إن خطاب زعيمه صالح أمس فسر تفسيرا خاطئا، بحسب قناة "الجزيرة".
وأضاف الحزب في بيان له أن "صالح يقف ضد العدوان الذي يتعرض له اليمن سواء في ظل الشراكة أو في غياب الشراكة، وقال إنه يرحب بأي جهود تزيل أسباب التوتر القائم مع الحوثيين وتوحد الصف الداخلي".
وكان صالح دعا السبت (2|12) في تصريحات تلفزيونية إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين، وطالب الجنود الموالين له بالعودة إلى معسكراتهم ومواجهة مسلحي الجماعة في جميع المحافظات، كما دعا إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار، وأعلن قبل ذلك استعداده للتفاوض مع السعودية وفك الارتباط مع جماعة الحوثي المتهمة بتلقي دعم عسكري من إيران.
وتعليقا على ذلك، قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع للجزيرة إن البيان المنسوب للحزب غير صحيح، كما أن صالح لم يطلب أي وساطة من حزب الله أو إيران، مشيرا إلى أن ما ورد في خطاب صالح لم يكن جديدا حيث دعا للحوار مع الفرقاء اليمنيين ومع دول الجوار لإيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد.
وأضاف الشجاع أن جماعة الحوثي اختطفت البلاد بعيدا عن الفرقاء الآخرين، وهو أمر مرفوض، وعلى الشعب اليمني الانتفاض ضدها حتى تنصاع إلى السلام وتتوقف عن مواصلة الحرب التي دمرت اليمن وأنهكت شعبه.
وأشار إلى أن حزب المؤتمر لم يقل شيئا جديدا، فهو يطالب بأن يتوقف الحوثيون عن خطف البلاد إلى ما لا نهاية وأن يعود اليمن لمحيطه العربي، مشددا على أن اليمنيين ينشدون السلام وأي طرف يدعو لاستمرار الحرب سيدفع ثمنا باهظا.
تخبط
من جهته وصف عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي العماد تصرفات صالح وجماعته بأنها تخبط واندفاع إلى مربع خطر يلجأ إليه الرئيس المخلوع دوما ثم يتراجع عنه، واتهم صالح بإدخال السعودية إلى البلاد وجلب الطيارات الأميركية بلا طيار إليها.
وأكد العماد أن هناك هزيمة لحقت بجماعة صالح، وبعض قياداته أودعت في السجون وقيادات أخرى طلبت تسليم أنفسها، مشيرا إلى أن صالح راهن على السعودية والإمارات ولم يحصد منهما سوى الخذلان وضجيج إعلامي فارغ وبعيد عن الواقع.
وأشاد العماد بما سماه الموقف المشرف لأعضاء حزب المؤتمر الشعبي وجماهيره بالوقوف إلى جانب القوى اليمنية التي تتصدى لما سماه العدوان، داعيا جميع الجماعات السياسية في الداخل والخارج للدخول في حوار وطني لإنهاء حالة التشتت في البلاد.
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي حمّل صالح المسؤولية عن تفجر الوضع في صنعاء، ووصفه بزعيم مليشيا، واتهمه بخيانة الوطن، كما اتهمه بالتواطؤ مع التحالف الذي تقوده السعودية.
من جهته، دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي ومستشاروه إلى فتح صفحة جديدة مع كل الأطراف السياسية. وقال هادي -في بيان له أمس- إن هذه الصفحة تستند إلى المرجعيات الثلاث المدعومة إقليميا ودوليا من أجل تشكيل تحالف وطني واسع يتجاوز كل الخلافات ويؤسس لمرحلة جديدة. كما دعا البيان الشعب اليمني إلى ما سماها الانتفاضة الشعبية في وجه جماعة الحوثي.
الموقف الإيراني
وفي أول ردّ فعل إيراني على اندلاع خلافات بين الحوثيين وصالح، قال حسين أمير عبد اللهيان المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية إن الحل في اليمن ممكن فقط عن طريق الحوار السياسي الشامل. وذكر عبد اللهيان في تغريدة له على موقع تويتر أن ما وصفها بلعبة الرياض الجديدة في اليمن محكوم عليها بالفشل.
وأضاف، في إشارة إلى الحوثيين, أن "أنصار الله وحلفاءهم جزء هام ومؤثر في المقاومة، وفي الحل السياسي".