أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

رواية المدينة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-12-2017


كجيل عايش تلك الأيام البعيدة من سنوات نهاية الستينيات، فإن علينا أن نكتب تفاصيل تلك الأيام بجدية أكثر وبحرص أكبر، نكتبها سرداً وقصصاً وموسيقى، نكتبها أبحاثاً وأساطير، نكتبها لأنها ذاكرتنا، وذاكرة مجتمع بأكمله، خاصة وأن التفاصيل فيه غنية جداً ومليئة بالتناقضات والمشاهد والصور، بالأسماء والظواهر والأحياء، مليئة بالحرف والمهن والطبقات، هذه التنويعة الثرية لمجتمع كان بكل المقاييس صغيراً ومحدوداً لولا انفتاحه على البحر والأسفار والمهاجرين، تمنح الأدباء والكتّاب فرصة كبيرة لكتابة روائع الروايات والقصص والمسرحيات، إن أحسنّا البحث والتنقيب في عروق الذاكرة الشفاهية للكبار من جيل الأجداد والجدات والأمهات.

هذا الوطن الجميل جداً، الذي نتباهى به كواحد من أكثر بلدان العالم تقدماً وثراء واستقطاباً للأحلام، والذي يتحدث عنه العالم باعتباره المكان الحلم للحياة والتنقل والعيش الكريم، لا يقف في الفراغ، ولا يضع أقدامه في رمال متحركة، حتى وإن كان رأسه يطاول السحاب، فالإنسان يعيش على الأرض دائماً، والأرض تستمد شرعيتها وثباتها من تاريخها، ومما تتالى عليها من أحداث وحضارات.

فلو تتبع أحدنا خيط المدينة منذ أول حي من أحيائها، منذ بدايات تركز وإقامة التجمعات والأسر المعروفة، ثم أول المدارس، وأول الأسواق فيها، أول الحوانيت، وأول القادمين من خلف البحر الكبير، أول المشافي، وأول المعلمين، وأول دكان باع للتلاميذ الدفاتر والأقلام والفلافل والكيك، وأول «مطاوعة» تدريس القرآن، أحياء الصيادين، وورش النجارين، هذه هي المدينة الحقيقية، وهذه هي ذاكرتها التي علينا أن نتتبع خيطها كما يتتبع عازف ناي خط نغمته من قاع القلب إلى قاع القلب!

تلك ذاكرة مرتبطة بجيل كامل عاش سنوات ما قبل الاتحاد، لكنه لم يفتقد المكتبة العامة وثقافة القراءة مثلاً، فمدينة كدبي عرفت المكتبات العامة سنة 1960 قبل أن يكون هناك دولة أو اتحاد، لكن كان هناك إنسان ممتلئ بالإرادة والرغبة والمعرفة، وكانت هنالك أسواق متخصصة كأرقى مدن الحضارات، سوق للمرايا، سوق للأدوية الشعبية، سوق للأقمشة، سوق للذهب، للفحم، لبيع المواشي و.... الخ، لم تكن المدينة في الإمارات مفتقدة في أية لحظة، بل كانت موجودة ومتطورة جداً!

الرواية ابنة المدينة، كما قال الناقد الروسي الكبير لوكاش، ونحن لدينا مدينة منذ القدم، وعلينا أن ننبش تحت جلدها لنستخرج كنوزها سرداً جميلاً متقدماً!