أصدرت محكمة فيدرالية أمريكية حكماً قضائياً ضد شركة هندية متهمة بنشر أبحاث وعقد مؤتمرات علمية مضللة ومخادعة وبلا معايير موثوقة من أجل الربح المالي، تورط مئات الأكاديميين السعوديين في نشر أبحاثهم بها.
لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية (FTC) قالت إنها حصلت على أمر قضائي أولي في سبتمبر الماضي عن دعوى قضائية مرفوعة ضد سرينوبابو جيديلا، الرئيس التنفيذي لمجموعة "أوميكس" الهندية التي تدار من حيدر آباد بالهند، وتنشر البحوث العلمية غير الموثوقة من خلال أكثر من 700 دورية علمية إلكترونية مزيفة، لنشر الأبحاث العلمية في شتى التخصصات العلمية مقابل رسوم باهظة، وتحكيم صوري، وغير دقيق، ولا يتوافق مع المعايير الأكاديمية للمجلات والدوريات العلمية المعتمدة والمعروفة على مستوى العالم.
وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية الخميس، أن هناك أعداداً هائلة من الباحثين في الجامعات السعودية ينشرون أبحاثهم العلمية من خلال "أوميكس" حتى العام الحالي، وفي شتى التخصصات العلمية، وضمن ذلك تخصصات حساسة في مجالات الطب والهندسة، وهو ما أثار تساؤلات الصحيفة عما إذا كانت الجامعات الوطنية تعتمد احتساب نقاط هذه الأبحاث في الترقيات العلمية أم لا.
وبحسب ما رصدته الصحيفة، تجاوز عدد الأكاديميين المنتسبين إلى جامعات سعودية ونشروا أبحاثاً علمية في دوريات أوميكس أكثر من 730 أكاديمياً، وكان أمراً مفاجئاً أن يكون من بين الأسماء باحثة أكاديمية معروفة، وهي عضو سابق في مجلس الشورى، واثنان من وكلاء الجامعات، وهو ما يثير الدهشة والتساؤل.
وعن أسباب هذه الكثافة في النشر من خلال "أوميكس" من قِبل الأكاديميين السعوديين، أوضح للصحيفة أستاذ جامعي -طلب عدم الإفصاح عن اسمه- أن أسباب الإقبال على نشر الأوراق العلمية في الدوريات التي تقع تحت مظلة "أوميكس"، تعود إلى سهولة النشر في هذه الدوريات التي تسعى فقط لكسب المال.
وأشار أيضاً إلى أن "بعض الباحثين السعوديين المتقدمين لدرجة الدكتوراه في بعض الجامعات الغربية، يطلب منهم المشرفون قبل مناقشة الرسالة أن ينشروا أوراقاً علمية مرتبطة بمجالهم البحثي في الدوريات العلمية".
وشدد على أن "الخطر الأكبر هو محاولة استغفال بعض الباحثين الجامعات السعودية بمحاولة إدراج هذه الأبحاث ضمن النقاط المحتسبة عند التقدم للترقية".