تساءلت صحيفة غارديان ما إن كان من لا يتمتع بنظافة اليد لديه القدرة على مكافحة الفساد بالسعودية. وقالت إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهتم بتعزيز سلطته أكثر من الاهتمام بانتشال المملكة من الفساد ومن التحديات الاقتصادية التي تواجهها. ووصفت ما يجري بأنه انقلاب بطيء بالمملكة.
وأشارت الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن الدائرة الضيقة في الأسرة الحاكمة بالسعودية متهمة باختلاس مبالغ ضخمة من المال العام، وأن فرع سلمان على وجه الخصوص يعيش ببذخ.
وقالت إنه في الوقت الذي يشرف فيه ولي العهد على خفض كبير في الميزانية، كان والده قد أنفق 100 مليون دولار خلال إجازة له في المغرب الصيف الماضي، كما أن ابن سلمان نفسه اشترى يختا بلغ سعره 500 مليون دولار.
قلق شعبي
ومضت غارديان تقول إن الاعتقالات الجارية في السعودية سياسية تماما، ونظرا إلى أنها طالت ثلاثة من أغنى أثرياء المملكة ظهرت وكأنها محاولة لإطفاء القلق الشعبي جراء الفساد المتزايد بعد سنوات من مشاهدة السعوديين العاديين أن "عطايا" الدولة تحت حكم سلمان قد توقفت.
وقالت إن السعودية تُصنف في ذيل قائمة الشفافية في الميزانية العامة ولا أحد في المملكة أو غيرها يدري حجم إنفاق الدولة.
وقالت إن ابن سلمان شاب يفتقر للخبرة ويفضل الصدام ولديه ميل قوي للتفرد بالسلطة وصناعة القرار مبتعدا عن تقاليد التشاور داخل الأسرة الحاكمة.
الحقوق المدنية
واستمرت تقول إن ولي العهد يعطي قليلا من الحقوق ويصادر كثيرا منها، في إشارة إلى منح المرأة الحق في قيادة السيارة وإلى حرمان الشعب السعودي من حقوقه المدنية.
وذكرت أن أفضل أصدقاء ابن سلمان هو الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اقتطع جزءا من وقته في جولته الآسيوية ليشيد باعتقالات صديقه.
كما ذكرت أيضا أن سياسته الخارجية مندفعة ومتعجلة وتفتقر للمنهج، وقد أتت بنتائج عكسية في اليمن وسوريا وقطر، والآن يحاول الإخلال بتوازن القوة الدقيق في لبنان.
وقالت أيضا إن أعداء ابن سلمان مثل أعداء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد هم الإخوان المسلمون وإيران، على حد قولها.