أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

هكذا تعلمنا القراءة في تلك الأيام!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2017


كانت الأشياء المتاحة للعبنا وعبثنا وتمرير أوقات طفولتنا الطويلة قليلة جداً حد الشح، لا شيء نشتريه من السوق، وكأطفال لا أتذكر أننا ذهبنا إلى السوق إلا بعد دخولنا المدرسة بزمن، كنا نلعب بما تيسر، بما هو متاح، نلعب مع الطبيعة، مع البحر ورمال الشاطئ، ندور في متاهات الريح كذئاب البراري، نطارد كلاب الأزقة، نصطاد السمك حين يمكننا سرقة أدوات صيد من حوزة أحدهم، نصنع قوارب من علب معدنية تستخدم كعبوات لزيت الطهي تأتي من إيران أو الهند.

وكنا أحياناً نتسلل في غفلة من عيون جداتنا وأمهاتنا إلى سوق «السبخة»، حيث تباع الحيوانات ومختلف البضائع.. كنا بذلك نتجاوز الخط الأحمر لتعاليم الكبار، بينما نظن نحن أننا نخطو خارج حدود الوصاية، وباتجاه المعرفة وأحلام الحرية.

حين دخلنا المدرسة الابتدائية، قالت لنا معلمة اللغة العربية، وكانت مصرية لطيفة جداً اسمها دنيا، إن علينا أن نقرأ كتباً أخرى ليست مما توزعها علينا مسؤولة مخزن المدرسة، قصصاً تحكي عن السندريللا والأقزام السبعة والأمير المحبوس في جسد الضفدع والساحرة الشريرة التي حولت الأمراء إلى طيور بجع، وعن صلاح الدين وخالد بن الوليد وأديسون وشجرة الدر

و... وكنا نفتح عيوننا على اتساع الدهشة وننتظر هذه الكتب، وحين قررت المدرسة أن تحتفل بعيد الأم للمرة الأولى، أخذني خالي رحمة الله عليه من يدي إلى سوق دبي، ومشينا طويلاً متنقلين من محل إلى آخر وسط الازدحام وأضواء النيون الباهرة لننتقي هدية قررت أن أهديها للمعلمة دنيا، لأنها فتحت لي دنيا من الكتب والقراءة والوعي ما كنت سأعرفها لولاها!

اليوم حين يسألونني كيف تعلمت القراءة؟ وكيف أحببت الكتب منذ الصغر، أقول لأننا لم يكن لدينا أشياء كثيرة نلعب بها، كان التلفاز يفتح لمدة بسيطة، ثم يغلق عند منتصف الليل، وكانت فقرة الأطفال لا تتجاوز نصف ساعة رسوم كارتون، فكان البحر والشاطئ والكتاب ألعاباً خضراء بهية كبهاء ذلك العمر، (كانت معظم القصص من إصدارات المكتبة الخضراء)، وكانت أمي تستمع بابتهاج لصغيرتها وهي تقرأ عليها القصص، لم تكن أمهاتنا يقرأن لنا كما أطفال اليوم، لكننا كنا في أوج الفرح والرضا!

أنا أقرأ حفظاً لعهد معلمتي الأولى ولبهجة أمي التي عودتني على القراءة بل وفرضتها عليّ عندما كنت صغيرة كواجب يومي كان يحرمني من اللعب خارج المنزل كباقي أطفال الحي، وأقرأ حين أجد الوقت بصحبة الكتاب أكثر متعة، وأقرأ لأنني كاتبة إن لم أقرأ سأجف كشجرة ليمون لم ترو جيداً، وأقرأ لأنني أحب القراءة وأعشق الكتب، لأنها نوافذ كبيرة مفتوحة على فضاء واسع، إذا وقفتُ قبالتها ينتابني شعور حقيقي بأنني طائر، أو بأنني غيمة على وشك أن تمطر!