تعقد قوى المعارضة السعودية أول مؤتمر جامع لها في الخارج، غداً الجمعة، في العاصمة الأيرلندية دبلن، بهدف تشكيل جبهة معارضة موحدة و ذلك بالتزامن مع حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها السعودية خلال الأيام الماضية وطالت العشرات من الدعاة و الحقوقيين المطالبين بالإصلاح إلى جانب التضييق ومتابعة الناشطين على مواقع التواصل.
وسيشهد المؤتمر الإعلان عن إطلاق حركة “مواطنون بلا قيود” والتي ستكون بحسب إعلان للقائمين عليها “حركة حقوقية سعودية، تنطلق من الإيمان بحرية التفكير والتعبير، حيث سيتم التعريف بها وإطلاق بعض نشاطاتها الحقوقية”.
كما ستشهد الندوة إطلاق والتعريف بحملة “معارضيكا” التي تهدف لإثراء المحتوى على شبكة الانترنت عن النشطاء السياسيين ومعتقلي الرأي في السعودية، وكذلك التعريف بحملة “سجين حي” المعنية بمعتقلي الرأي.
وستكون الكاتبة السعودية د. مضاوي الرشيد من أبرز المتحدثين في الندوة إلى جانب ضيوف آخرين.
ويأتي مؤتمر المعارضة السعودية في أعقاب قرار رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في المملكة. وتعتقد المعارضة السعودية وملاحظون أن الخطوة تأتي ضمن “حملة علاقات عامة” ومحاولة تحسين صورة المملكة المتضررة تاريخيا بدعم التطرف و قمع الحريات والتضييق على النساء ومؤخرا بالحرب في اليمن وحصار قطر. كما أن الخطوة مرتبطة بحسابات ولي العهد محمد بن سلمان الذي يجهز نفسه لخلافة قريبة لوالده الملك سلمان، الذي سيتنحى عن العرش طواعية.
وفي هذا السياق تتساءل مضاوي الرشيد في مقال لها في موقع “ميدل ايست آي” حول رفع حظر قيادة المرأة للسيارة في السعودية: “المهم هو لماذا الآن؟”، وتجيب: ” فبعد شهر من تواجده في بؤرة الأخبار السيئة والدعاية الشائنة، بات الملك سلمان وابنه محمد في حاجة ملحة جداً إلى تحسين صورتيهما”.
وتضيف: “يذكر في هذا الصدد أن المملكة هددت بقطع علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية بالدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رداً على اقتراح تقدم به أعضاء في المجلس بإرسال بعثة تقصي أممية إلى اليمن حيث ترتكب جرائم حرب بسبب الغارات الجوية التي تنفذها هناك المملكة العربية السعودية”
وتمضى في مقالها: “وقد جرى منذ التاسع من سبتمبر الحالي اعتقال ما يزيد عن ثلاثين ناشطاً وعالماً دينياً ورجل أعمال في السعودية. وهذا الأسبوع سلط تقرير صادر عن منظمة “هيومان رايتس واتش” الضوء على التمييز الممنهج الذي يمارس ضد الأقليات الدينية وعلى نشر خطاب الكراهية وإصدار الفتاوى ضدهم”.
كما تشير إلى التأثيرات الاقتصادية و الاجتماعية و دور و”حسابات” محمد بن سلمان، وتكتب : “على المستوى المحلي، مازالت الفردوس النيوليبرالية منتظرة، وذلك بعد التراجع عن انكماش دولة الرعاية وإلغاء قرار رفع الدعم الحكومي عن السلع، نظراً لأن محمد بن سلمان لا يريد أن يرتبط اسمه بإجراءات التقشف التي أعلن عنها في عام 2016 بينما يجهز نفسه ليصبح ملكاً.وبحلول شهر يوليو 2017، تراجع تماماً عن خططه السابقة في مجال التقشف الاقتصادي، وذلك بعد أن انتقده السعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإجباره إياهم على شد الأحزمة على بطونهم بينما يستمتع هو بيخته الجديد الذي يقال إنه دفع فيه ما لا يقل عن 500 مليون دولار”.