أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

الإسلام والاستشراق

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 08-09-2017


جوهر المشكلة الكبرى التي يبحث عنها الإنسان في هذا الكون هي أن يصل بعقله وتفكيره وفلسفته إلى نور الحقيقة والهداية، إلى دين إلهي يلائم فطرته، ويروي عطشه الروحي، ويحفظ له توازنه العقلي وأمنه واستقراره وسلامة معيشته.

ومنذ تكون الخليقة والإنسان يبحث عن هذا الأمر، ويفتش عن هذه المعرفة لإراحة نفسه، ثم توسع هذا البحث، بعد أن اتضح أن العلم المادي لن يقدم الإجابة الشافية، وهذا ما حدث عند الكثير من المفكرين، وبخاصة الملحدون منهم، وبعض المستشرقين.

وفي عددها الصادر في سبتمبر 2017، نشرت مجلة الأزهر كتاباً مهماً بعنوان «الإسلام دين الإنسانية»، للمستشرقة الألمانية الدكتورة أنا ماري شيمل التي امتازت في دراستها عن الإسلام وأبحاثها التي تجاوزت المئة بالأمانة العلمية والدقة الموضوعية، وكذلك بما تبنته من رؤية بحثية وموضوعية حول الإسلام والمسلمين، رؤية تفتح الباب لإقامة حوار علمي وجاد لكي يدرس الغربيون، وبخاصة المستشرقون منهم، الإسلامَ دراسةً ترتكز على أساس علمي ومنهجي واضح ودقيق، حيث تقول في كتابها المذكور: الإسلام هو الدين العالمي الذي تعرض لأكبر هجوم، والسبب في ذلك هو عدم فهم الأوروبيين له ولما يتضمنه من قيم أخلاقية عليا، وكذلك افتقارهم للمعرفة الصحيحة بلغته العربية، أي لغة القرآن الكريم. وتعطي «شيمل» مثالا على ذلك عن الزكاة، فتقول إن الزكاة مثلاً هي وسيلة ووقاية تحمي الفقراء من ضغوط الرأسمالية والشيوعية. كما تشير إلى حقيقة مهمة، وهي أنه بفضل قيم الإسلام المثالية وأخلاقية وعدالة نظامه العام وجهود علمائه الأفاضل وقادته السياسيين والعسكريين، اتسعت رقعة هذا الدين فامتدت إلى المحيط الأطلسي في الغرب وحتى شمال أفريقيا وبلغت بيزنطة وجنوب إسبانيا غرباً، كما امتدت شرقاً حتى بلاد السند.. مؤكدةً أن مثل هذا التوسع أدى إلى ازدهار واسع، خاصة بعد أن انتعشت حركة الترجمة العربية في عصر المأمون من اليونانية إلى العربية في العديد من المجالات العلمية، كالطب والفلسفة والكيمياء وغيرها، وكان لهذه التأثير الكبير على تطور العلوم العربية التي أسهمت بدورها في تطوير العلوم الأوروبية، حيث يسرت الترجمات العربية للعلوم اليونانية وحافظت عليها.

وكما يقول الدكتور محمد البهي، في كتابه «الإسلام دين الإنسانية»، فإن هذا الدين يوجه الإنسان نحو المعاني والمثل العليا، لذلك هو مساعد لمن هو في سن المراهقة على أن تنتصر إنسانيته على سيطرة الغريزة في الصراع الدائر بينهما، لأن رسالة الإسلام توصل الإنسان إلى أن يكون ذا إرادة، وذا قوة، وذا مشاركة اجتماعية. ويضرب البهي مثالاً على ذلك بالصلاة والصوم، فيقول: إنهم من العبادات التي تنمي شخصية الفرد وتقوي إرادته واستطاعته على المقاومة، فالصلاة مناجاة لله جل جلاله خمس مرات في اليوم، وهي في واقع أمرها تفريغ القلب من زخرف الدنيا وزينتها، لأن لقاء المصلي بالله تعالى فيها لا تعدله متعة من متع الحياة. والصوم هو العبادة المباشرة لتنمية الاختبار والإرادة وقوة المغالبة والمقاومة والهدف الأكبر للإسلام.

كما يؤكد لنا محمد إقبال أن الإسلام الذي يحمي الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي، والذي هو حصن التوحيد الأوحد، ليس مسؤولاً عن ضعف المسلم وخضوعه لشهواته، وليس مسؤولاً عن ضعف روابط المجتمع الإسلامي أو انحلاله، بل السبب في كل ذلك يعود إلى سوء فهم الإسلام والانحراف في تطبيقه.. وهي حقيقة لم يدركها بعض الاستشراق حين راح يهاجم الإسلام.