قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن الرد على استفزازات كوريا الشمالية بمزيد من العقوبات لن يجدي نفعاً، وذلك صبيحة الجلسة العاجلة التي عقدها مجلس الأمن لبحث آخر تجارب بيونغ يانغ النووية.

وشهدت الجلسة التي عقدها مجلس الأمن، الاثنين(4|9)، بناء على طلب من خمس دول في مقدمتها الولايات المتحدة، مطالبات بفرض مزيد من العقوبات على البلد الذي أجرى 13 تجربة نووية خلال ثمانية أشهر، ضارباً بتهديدات الإدارة الأمريكية عرض الحائط، ومثيراً بذلك رعب العالم.

وخلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات قمة "بريكس" المقامة في مدينة شيامن الصينية، أكد بوتين أن كوريا الشمالية "لن تمتنع عن تطوير برنامجها النووي ما لم تشعر بالسلام والاستقرار". وأضاف: "الكوريون سيأكلون العشب ولن يتخلوا عن تجاربهم النووية".

وحذر الرئيس الروسي الأكثر ميلاً لبيونغ يانغ، من أن تصعيد الوضع العسكري في شبه الجزيرة الكورية "قد يؤدي إلى كارثة في العالم كله"، معتبراً أنه "لا طريق لحل الأزمة الكورية إلا الطريق السلمي الدبلوماسي".

وقارن بوتين بين الأزمة في كوريا والوضع في العراق عام 2003، عندما اجتاحت الولايات المتحدة وبريطانيا بغداد بدعوى تطوير صدام حسين للسلاح النووي.

وقال: "لقد امتنع صدام حسين عن إنتاج السلاح الكيماوي، لكنه قُتل هو وأقاربه ودمرت العراق بحجة إنتاج السلاح الكيماوي. كوريا الشمالية لم تنس ذلك".

وأكد الرئيس الروسي إدانة بلاده لما وصفها بالتجارب الكورية "ذات الطابع الاستفزازي"، مشيراً إلى أنه "من السذاجة وضع روسيا على قائمة عقوبات واحدة مع كوريا الشمالية وإيران".

وكانت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، قالت خلال جلسة مجلس الأمن، الاثنين، إنها ستوزع مشروع قرار جديداً يخص العقوبات على كوريا الشمالية، على أن يصوت عليه مجلس الأمن الاثنين المقبل.

وأضافت المندوبة الأمريكية: "نظراً للحالة العاجلة فإن الولايات المتحدة ستوزع مشروع قرار بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية".

وأوضحت هيلي: "لقد طفح الكيل. لا بد من فرض أشد العقوبات الممكنة على كوريا الشمالية"، معتبرة أن مجلس الأمن "لا يزال ضعيفاً تجاه كوريا الشمالية رغم العقوبات المشددة التي يفرضها عليها".

واتهمت زعيم كوريا الشمالية بأنه "يريد حرباً"، مضيفة: "نحن لا نريد ذلك، لكن لصبرنا حدود. فكرة تجميد تجارب بيونغ يانغ مقابل تجميد مناوراتنا مع سيئول مهينة".

والأحد، أعلنت بيونغ يانغ إجراء تجربة ناجحة على قنبلة هيدروجينية، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، إن قوتها تزيد ألف مرة على قنبلة هيروشيما، لافتاً إلى أنها استهلكت أكثر من 50 طناً من المواد المتفجرة.

وهذه هي التجربة النووية السادسة التي تجريها بيونغ يانغ منذ 2006، وتأتي بعد أيام من إطلاقها صاروخاً باليستياً فوق اليابان.

ومنذ وصوله للحكم في يناير من العام الجاري يواصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تهديداته لكوريا الشمالية، والتي جاء آخرها على لسان وزير دفاعه، جيمس ماتيس، الأحد.

وعقب إعلان نجاح تجربتها الجديدة، هدد ماتيس بيونغ يانغ بـ"رد عسكري هائل وساحق"، على أي هجوم يستهدف بلاده أو حلفائها.

وخلال العام الجاري، أجرت بيونغ يانغ 13 تجربة صاروخية باليستية، بينها تجربتان لصواريخ عابرة للقارات أطلقتها في يوليو المنصرم.