أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

الكل يرتدي الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-08-2017


قرأت للكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل أكثر من كتاب، وكان أغلبها يدور في عالم الكتب والمكتبات، يوميات القراءة، والمكتبات في الليل وحول العالم، وقد وقعت لفترة في غرام حكايته الأسطورية مع الأديب والشاعر الأرجنتيني بورخيس، حين ارتبط معه بعلاقة قلما تتاح لمراهق في السادسة عشرة من عمره أن يلازم كاتباً وشخصية بحجم بورخيس! تبدو تلك الفرصة ذهبية بالفعل، رومانسية ونادرة، لكن مانغويل حولها إلى مسار حياة كاملة بعد أن ترك القراءة لبورخيس وتحول إلى كاتب موسوعي جاب العالم وكتب كثيراً وأصبحت أفكاره وكتبه محل تقدير العالم!

آخر ما قرأته لمانغويل روايته التي اختلف في ترجمة عنوانها، فقد صدرت تحت أكثر من عنوان: (كل الرجال كاذبون)، (كل البشر كاذبون)، (الجميع يكذبون) وفي الحقيقة فعبارة (كل الرجال كاذبون) تعتبر عنواناً متحيزاً يشارف على العنصرية ضد الرجال، في عالم لم يسلم فيه أحد من الكذب، فاستخدام كلمة (كل) يعد استخداماً لغوياً خاطئاً على الدوام، إننا حين نكتب نقوم بتثبيت بعض المفاهيم من حيث لا ندري، إننا نقوم بعملية إملاء قناعات على أذهان قرائنا بهذه القوة الناعمة المسماة (الأدب) وعليه فإن عنوان (الجميع كاذبون) يعد الأسلم حسب اعتقادي!

رواية (الجميع كاذبون) تناقش قضية تعدد الوجوه للشخص نفسه، والحقيقة أننا في عالم يسهل على الجميع فيه أن يكذبوا، ويرتدوا عشرات الأقنعة، المبررات لا حصر لها، والذين يكذبون يختبئون خلف أصابعهم وليس خلف أعذار وكذبات كبيرة فقط، أحياناً نتصور أن الكذب أصبح مذهباً فكرياً كبقية المذاهب والتوجهات السياسية والفكرية. فالجميع يكذبون حتى إنهم جعلوا للكذب يوماً يحتفون فيه به وهو أول يوم في أبريل!

بطل القصة أليخاندرو، يصفه مانغويل بأنه شيطانٌ ومسكين وصاحب طفولة مضطربة، عبقري، هو رجلٌ عادي جداً لكنه متنكّر في هيئة بطل، أو مرتدٍ قناع شخص نبيل وبطل ونزيه ومثاليات كثيرة، دون أن يقول مانغويل أي هذه الصفات صحيح وأيها زائف، فنحن في عالم لا يمكنك فيه أن تتبين الوجه الحقيقي للكثيرين، وهذا واحد من أسباب الحذر في العلاقات الإنسانية، وسبب رئيس لصناعة الحواجز وغلق الأبواب.

في عملية بحث عن حقيقة أليخاندو يتنقل صحافي فرنسي بين الأرجنتين وكوبا، وإسبانيا وفرنسا، لكن الأكاذيب أكبر من كل مناهج البحث، والذين عرفوا الرجل أعطوا شهادات متناقضة، فقد تعامل مع حبيبته بوجه ومع صديقه بوجه وهكذا، لا يبقى أمام القارئ سوى أن يصنع قناعته وحقيقته بنفسه!