بثت وكالة رويترز صورا تظهر عددا كبيرا من المنازل المدمرة في بلدة العوامية الواقعة شرقي السعودية والتي شهدت مؤخرا اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين، مما أجبر الآلاف على الفرار.
وأظهرت الصور أطلالا لمسجد في البلدة الواقعة بمحافظة القطيف وعدة منازل تبدو عليها آثار الطلقات النارية، فضلا عن عدد من آليات وأفراد الشرطة، إلى جانب حروق على واجهات بعض المباني.
وجاء في تقرير لرويتر أن الحي القديم بالعوامية تحول إلى ساحة حرب في مشهد بعيد عن مظاهر المدن المتألقة في الخليج الغني بالطاقة.
يشار إلى أن العوامية ذات الأغلبية الشيعية شهدت خلال الفترة الماضية مواجهات مسلحة بين قوات الأمن السعودية ومسلحين.
وزادت حدت هذه المواجهات مع إطلاق السلطات السعودية مشروعا لهدم جميع منازل حي المسورة الذي يعد معقلا لمن تصفهم بالإرهابيين.
من جهته، قال أمين منطقة الشرقية السعودية عصام الملا إنه تم إخبار السكان بحدوث أشغال تطوير في العوامية، وإن التفكير في المشروع كان مطروحا منذ ست سنوات.
وقد أسفرت الحملة الأمنية التي شنتها السلطات عن هدم عشرات المباني وهروب آلاف السكان من البلدة.
وتحاول قوات الأمن منذ ثلاثة أشهر طرد المسلحين الذين كانوا وراء العديد من الهجمات ضد الشرطة على مدى سنوات في البلدة التي يسكنها نحو ثلاثين ألف شخص وكانت مركزا لاحتجاجات الأقلية الشيعية ضد الحكومة.
ولم تنشر السلطات أرقام الخسائر، لكن مندوبا في وزارة الداخلية السعودية قال إن ثمانية من فرقة الرد السريع بالشرطة وأربعة من جنود القوات الخاصة قتلوا منذ بدء الحملة الأخيرة.
وأفاد سكان بأن تسعة مدنيين قتلوا في أعمال عنف خلال الأيام القليلة الماضية، وأن نحو عشرين ألف شخص لاذوا بالفرار أو جرى إجلاؤهم إلى بلدات وقرى أكثر أمنا بمناطق مجاورة.
واتهم نشطاء محليون الأمن السعودي بإجبار مئات السكان على الخروج من العوامية بإطلاق النار عشوائيا على منازل وسيارات أثناء مواجهة مسلحين بالمنطقة، لكن الرياض نفت هذه الاتهامات.
وفي وقت سابق، نقلت رويترز عن موقع مرآة الجزيرة الإخباري أن سكان العوامية يقولون إن الحياة باتت لا تحتمل بسبب الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث تزيد على أربعين درجة مئوية.
يشار إلى أن محافظة القطيف شهدت اضطرابات وهجمات مسلحة على قوات الأمن السعودي عام 2011 عقب اندلاع ثورات الربيع العربي.