أسفرت حملة أمنية ضد مسلحين شيعة، في المنطقة الشرقية بالسعودية، عن هدم عشرات المباني في بلدة العوامية وهروب آلاف السكان.
وتحاول قوات الأمن، منذ 3 أشهر، طرد المسلحين الذين كانوا وراء العديد من الهجمات ضد الشرطة على مدى سنوات، في البلدة الصغيرة التي يسكنها نحو 30 ألف شخص والتي كانت مركزاً لاحتجاجات الأقلية الشيعية ضد الحكومة.
وكان صحفيون في جولة نظمتها الحكومة بالبلدة، الأربعاء (9|8)، هم أول شهود من الخارج على ما خلفته المعارك النادرة في المملكة، أكبر مصدِّر للنفط في العالم.
ورافق الصحفيون القوات الخاصة في مركبات مدرعة، وشاهدوا الشوارع في الحي القديم بالعوامية وقد تحول إلى ساحة حرب، في مشهد بعيد كل البعد عن مشاهد المدن المتألقة في الخليج، الغني بالطاقة. ولم تقع أي معارك خلال الجولة.
ونشر موقع "العربية.نت" عدداً من الصور الحصرية التي بدت فيها المدينة بعد السيطرة عليها.
وظهرت هياكل السيارات المدمرة وقد علاها الصدأ على مقربة من المنازل المهجورة التي امتلأت جدرانها بالفتحات والثقوب الناجمة عن القذائف والرصاص.
وعلقت صور "الشهداء"، الذي بدا أحدهم في السادسة عشرة من العمر، على أعمدة الإنارة وجدران المباني التي نجت من الهدم.
واحتدم القتال هذا الشهر عندما انضمت قوات خاصة للعملية التي بدأتها السلطات في مايو أيار لهدم الحي القديم المعروف باسم المسورة لمنع المسلحين من استخدام أزقته للإفلات من الملاحقة.
ولم تنشر أرقام الخسائر لكن مندوبا من وزارة الداخلية قال إن ثمانية من فرقة الرد السريع في الشرطة وأربعة من جنود القوات الخاصة قتلوا منذ بدء الحملة الأخيرة. ويقول سكان إن تسعة مدنيين قتلوا في أعمال عنف في الأسبوع الأخير.
ويقدر سكان أن زهاء 20 ألف شخص لاذوا بالفرار أو جرى إجلائهم إلى بلدات وقرى أكثر أمنا بمناطق مجاورة.
وقال مندوب وزارة الداخلية إن الحي القديم بات خاويا إلا من "الإرهابيين" منذ الأشهر الستة الأخيرة لكن قوات الأمن اضطرت للانتظار حتى تغادر الأسر المناطق المجاورة قبل أن تبدأ توغلها النهائي.
وتقول السلطات إنها قدمت تعويضات للسكان الذين اضطروا للرحيل.
وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء جنود قوات الأمن وهم يحتفلون بما حققوه من تقدم.
وعلق ناشطون على الصورة المريعة، بأنه مشهد حقيقي في السعودية، استعارته القوات الأمنية مما يفعله بشار الأسد، مشيرين أن أي حل يقوم على المقاربات الأمنية يفضي إلى نتائج مدمرة كهذه سواء كان الأمر في دمشق أو الرياض أو نيويورك!