على الرغم من أن تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد كان متوقعا في سياق التطورات بالسعودية، إلا أن ذلك لا يغير من كونه حدثا كبيرا بتداعيات محتملة.
وفي هذا السياق، رأت مجلة فوربس الأمريكية أن ما حدث اليوم من المحتمل "أن يدخل عائلة آل سعود" إلى فترة من عدم اليقين لم تر العائلة المالكة السعودية مثيلا لها منذ 1965 وعزل الملك سعود"، على حد تقديرها.
ويمكن القول إن وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد البداية الفعلية لانتقال الحكم في السعودية من جيل أبناء ابن سعود المؤسس إلى جيل الأحفاد.
هذه العملية كان مهد لها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2006 من خلال إقامته لـ"نظام هيئة البيعة"، التي أوكلت إليها مهمة اختيار الملك وولي العهد مستقبلا، ما يعني إضعاف التراتبية العمرية التي كانت متبعة في تولي الحكم وتطعيمها بـ"الجدارة"، والتمهيد لتحول آلية انتقال السلطة من الشكل الأفقي إلى الرأسي.
هذه الفقرة ذاتها من المادة الخامسة للنظام الأساسي للحكم في السعودية الصادر عام 1992 في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، تم تعديلها مع تنحية ولي العهد محمد بن نايف، واستبداله بولي ولي العهد السابق محمد بن سلمان، وكانت تنص على التالي: "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وعدلت هذه الفقرة لتكون على الشكل التالي: "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس"، ما يعني أن التعديل جرى بإضافة الشرط التالي: "ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس".
أما حادثة عام 1965 التي ذكّرت بها مجلة فوربس الأمريكية فيقصد بها ما يعرف بالانقلاب الأبيض الذي أسفر في ذلك العام عن خلع الملك سعود بن عبد العزيز، وكان حينها يعاني من عدة أمراض، وتولي العرش ولي عهده فيصل بن عبد العزيز بعد صراع طويل بين الفريقين امتد بين عامي 1958 – 1964.