قالت قناة الجزيرة إن ضغوطا كبيرة مورست على دعاة سعوديين لحملهم على اتخاذ مواقف مناوئة لقطر، تبرر الحصار المضروب عليها من السعودية والإمارات والبحرين، وأن أحدهم سُجن يومين وتعرض للتهديد، فقبل بتبني وجهة النظر الرسمية واتهام قطر بالمسؤولية عن الأزمة بدلا من كونها ضحية لها.
وأحدثت تغريدات نشرها الداعية محمد العريفي مؤخرا على موقع تويتر جدلا بين المغردين، وانتشر هاشتاغ "العريفي معذور" على اعتبار أنه ربما قد نشر تلك التغريدات تحت التهديد، بينما قال آخرون إنه كان أجدر به ألا يذعن.
ويشير المغردون إلى أن كثيرا من الدعاة السعوديين لم يؤيدوا الحصار على قطر ولم يهاجموها، كما يتردد على نطاق واسع أن الداعية السعودي المشهور الدكتور سلمان بن فهد العودة قد منع من السفر على خلفية الأزمة الخليجية الراهنة.
وقبل ذلك، قام بعض الدعاة البارزين بحذف تغريدات يثنون فيها على قطر أو على بعض مؤسساتها، ما اعتبره مراقبون إشارة لما بعدها.
هي إذن ضغوط وتهديدات هدفها -فيما يبدو- استخدام دعاة وعلماء دين وقودا إضافيا لحملة سياسية إعلامية يسعى القائمون عليها لاستخدام كل الوسائل لإيذاء دولة قطر، متخطين كل المحظورات في عُرْف العلاقات الخليجية.
علامات استفهام
ومن جهة التوقيت، كان دخول بعض الدعاة السعوديين المشهورين متأخرا، وهو ما يطرح علامات استفهام عما إذا كانوا فضلوا الصمت وعدم الخوض في هذه الأزمة قبل أن يتعرضوا للضغط والتهديد، كما قالت المصادر.
ويقول مغردون إنه بصرف النظر عما إذا كان بعض الدعاة السعوديين دخلوا على خط الأزمة طوعا أو كرها، فإن انضمامهم للمدافعين عن موقف السعودية في هذه الأزمة وتبريرهم الحصار على قطر، قد يأتي بنتيجة عكسية، فالحملة السياسية والإعلامية ضد قطر قد تزداد انكسارا، خاصة أن محاولة دفع الدوحة إلى "الاستسلام" لم تحقق شيئا بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من اندلاع أزمة التسريبات الملفقة.
ويتحدى هؤلاء أن يتمكن داعية سعودي واحد أو أكثر من إقناع ملايين الناس في المنطقة بجواز الحصار شرعا، فشعوب المنطقة، وبالأخص الخليجية منها، لا تقبل مثل هذا الحصار حتى لو أفتى أي عالم بجوازه.
ورغم أن بعض الدعاة السعوديين عبروا عن رأيهم وانحازوا للمملكة، ظل كثيرون حتى الآن بمنأى عن هذه الحملة، ولا يدري أحد ما إذا كانوا سيستمرون في صمتهم، أم قد يُجبرون على إعلان موقفهم.
وفي الطرف الآخر، يرد مغردون قطريون بأسلوب فيه الكثير من ضبط النفس، حتى إن أغلبهم التمسوا العذر للعريفي، مرددين ما يروج عن أنه لم يغرد إلا بعد تعرضه للتهديد.
ويأتي ضبط النفس في وسائل التواصل الاجتماعي كترجمة لسياسة تبنتها الدوحة منذ بدء الأزمة، حيث تحرص قطر على تجنب الإساءة في تعاملها مع التصعيد الإعلامي المستمر ضدها.