في أحدث تطورات الأزمة الخليجية، إجراء العاهل البحريني زيارة إلى السعودية أعقبها بزيارة أخرى إلى مصر، مدليا بعدد من التصريحات هو ووزير خارجيته ضد قطر، ما دفع مراقبين للتخوف من سيناريو عسكري بحريني مدعوم مصريا وخليجيا ضد الدوحة.
العاهل البحريني اتهم من الرياض أن قطر تتدخل في البحرين "منذ قرون"، على حد تعبيره، مضافا إليه إغراق صحيفة "الوطن" البحرينية الرسمية صفحاتها بتقارير عما تصفه "بمؤامرات" قطرية ضد أمن واستقرار المنامة.
هذه الهجمة الإعلامية، ساندها وزير الخارجية البحريني الذي اتهم صراحة الدوحة بالقيام بدور تآمري على بلاده. وقال في تصريحات لصحيفة "مكة" السعودية إن جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع قطر في الأزمة الراهنة. ولكنه خالف العاهل البحريني في تحديد الزمن الذي قال فيه إن قطر "تتآمر" على بلاده، إذ حدده بـ20 إلى 21 سنة، وليس قرون كما قال ملك البحرين.
وقال الوزير البحريني خالد بن أحمد آل خليفة: “لن نتردد في حماية مصالحنا، والطريق مفتوح أمام أي خيارات تحمينا من قطر”، مضيفاً: “أشك في أن قطر ستغير من سلوكها”.
وإزاء تواتر هذه التصريحات، وما تلا زيارة وزير الخارجية عادل الجبير إلى مصر بدايات الأسبوع الجاري من إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من جانب السعودية والبحرين ومصر والإمارات، يتخوف مراقبون من أن تكون الخطوة القادمة "تحركا عسكريا" ضد الدوحة.
ويقول المراقبون، إن السيناريو المحتمل، هو دفع المنامة لاستهداف قطر دول تدخل واضح من جانب السعودية ومصر، ثم تتدخلان في مرحلة لاحقة بغطاء وقف القتال في الخليج وحفظ امنه، وعندها قد يرى الخليجيون مقولة "مسافة السكة" قد ترجمها السيسي، في غير موضعها، على ما يفترضون.
أما التصور الآخر الذي قدمه المراقبون، هو دفع قوات درع الجزيرة الموجودة في البحرين منذ 2011 للتدخل في قطر وبصورة معلنة ومكشوفة بعد أن وصلت الأزمة الخليجية إلى مرحلة اللاعودة بالفعل، على حد تقدير المراقبين.
المراقبون أضافوا أن إقرار البرلمان التركي نشر قوات تركية في قطر قد يسرع تصعيد الأزمة، إذ الجميع يسعى لكسب الوقت، خاصة أن الإعلام السعودي بدأ هجوما شرسا على تركيا كما فعل مع بدايات الأزمة مع قطر، إذ بدأت إعلامية ووصلت إلى قطع العلاقات، ولا تزال "الخيارات مفتوحة" على حد قول الوزير البحريني.
وتساءل المراقبون، هل المنطقة مقبلة على برميل بارود وفتنة ودماء يدفع ثمنها الشعوب الخليجية أولا وأخيرا، أم يكون للشعوب دورها في رد حكوماتها عما وصلت إليه الأزمة حتى الآن؟!