أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

حديث طه حسين!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-06-2017


في لقاء تلفزيوني يعود لأكثر من 50 عاماً أجرته الإعلامية القديرة ليلى رستم مع عميد الأدب العربي طه حسين في تلك السنوات، وبحضور عدد من كبار القامات الفكرية والأدبية والفنية كان في مقدمتهم نجيب محفوظ، قيل في اللقاء كلام كثير عن الأدب والأدباء، وكان طه حسين واضحاً وقوياً في طرح آرائه، ومن ضمن ما قاله، إن ألبير كامو الروائي والفيلسوف والمسرحي الفرنسي المعروف لم يكتب في حياته قصصاً طبيعية فيها من مواصفات الأدب ما يمكن اعتباره أدباً، باستثناء روايته «الغريب» وما عدا ذلك في سائر نتاجاته لم يكن سوى شخص ثرثار، لا يدري ما يقول!

لكن العميد في ذلك اللقاء الذي مضى عليه الآن أكثر من خمسين عاماً التفت موجهاً الكلام إلى الشاب الجالس بحياء وقال له أما أنت فملتزم يا نجيب، أنت ملتزم في الثلاثية «يقصد ثلاثية محفوظ الشهيرة: بين القصرين، قصر الشوق، والسكريّة» وقد سئل طه حسين في تلك الجلسة بأي شيء التزم نجيب محفوظ؟ فقال، بالواقعية، إنه ملتزم بالواقع الذي يكتب منه ويكتب له!

إن أهم ما تمناه وطالب به طه حسين في ذلك الزمان الذي يبدو بعيداً عن زماننا أن يجتهد الأدباء الجدد في القراءة، بأن يقرؤوا مثل ما يكتبون، وأن يقرؤوا قبل أن يكتبوا، فهو يأخذ عليهم أنهم قليلو القراءة وغير متعمقين في شيء، وأن ما يكتبونه لا يدل على قراءة واسعة ولا على ثقافة عميقة!

لقد كان العميد يشير إلى ضرورة الاطلاع على الأدب العربي القديم وعلى الثقافات الأخرى التي يتحاشاها غالبية الكتاب الجدد المستلبين إزاء أفكارهم الخاصة حول الشهرة والمنشغلين بقضايا لا تقدم ولا تؤخر ولا تضيف للقارئ شيئاً، والغريب أن الأديب الكبير أشار إلى أن هؤلاء منشغلين بالسينما والتلفزيون والراديو.

حيث تستولي هذه الوسائل على أوقات الناس فتمنعهم عن القراءة، هذا في زمن لم تصل فيه الملهيات إلى الدرجة التي نحن عليها الآن، فماذا كان سيكون موقف الدكتور طه حسين لو عاش زمن وسائل التواصل الحديثة والإنترنت والسوشيال ميديا، زمن سرقة العمر والوقت بامتياز؟

المهم أن وصية طه حسين تتكرر في كل الأزمنة العربية للكتاب الجدد بشأن القراءة والتعمق في الثقافة والالتزام، الالتزام بقضايا الواقع والإنسان وما يعانيه ويتخبط فيه، والكاتب الملتزم لا يمكنه أن يكون كذلك لو لم يقرأ جيداً وبشكل عميق في التاريخ والسياسة والأدب والشعر واللغة بشكل عام، لو لم يقرأ ما يكتبه كتاب العالم، لو لم يملأ احتياطياته دائماً كي لا ينضب ولا يجف، لو لم يعش وسط مجتمعه فيعرف ويسمع ويناقش ويطلع ويسافر!

إن الأدب والقصص ليست مجرد ثرثرة فارغة أو فلسفة لا مردود لها، فلو لم تنفعنا تلك الروايات التي نشتريها ونصرف أوقاتاً في قراءتها فلا قيمة لها مهما تفلسف صاحبها ونمق كلماته، الالتزام والثقافة والقراءة مفاتيح أزلية وثابتة لابد لكل كاتب أن يمسك بها وبقوة.