ظهر الارتباك واضحا على أداء أبوظبي الإعلامي في التعامل مع اختراق السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة. 

فبعد نحو 6 ساعات من تكشف الأمر واعتراف السفارة الإماراتية في واشنطن بعملية الاختراق، نفت مصادر إعلامية إماراتية هذا الاختراق جملة وتفصيلا. وبعد 3 ساعات من النفي، عادت واتهمت مصادر أبوظبي المخابرات الروسية والإيرانية بمساعدة مخابرات قطر على اختراق بريد العتيبة.

وبعد ساعات قليلة جدا، من نشر محتويات بعض رسائل العتيبة، قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: إن ما كشفته الرسائل هو عمل يحسب لصالح الإمارات لا عليها، موجها التحية للسفير العتيبة. في موقف وأداء إعلامي استجلب العديد من الانتقادات المحلية والإقليمية وأظهر أن قطر استطاعت رد اختراق وكالتها، على حد تعبيرهم، وحعلت وسائل إعلام إماراتية تتصرف بطريقة مثيرة للاستغراب.

نفي الاختراق

وبحسب موقع "إرم نيوز" المسحوب على أبوظبي فقد قال صباح السبت (3|6)، 

نفت العديد من المصادر الإماراتية والخليجية ما تردد من مزاعم عن تعرض البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة إلى قرصنة إلكترونية والاستيلاء على وثائق للسفير وتسريبها.

وقالت الكاتبة الإماراتية شيخة المسكري في تغريدة بحسابها في تويتر:  “مقال DailyBeast يذكر أن الإيميل المخترق من hotmail وتم التواصل لتأكيد أنه للسفير وليس لتأكيد الاختراق”.

وختمت بالقول: “فاشلين حتى في محاولة فبركة القصة والادعاءات”.

من جهته كشف الإعلامي والأكاديمي الإماراتي علي النعيمي أنه “بالتواصل مع سفارة الإمارات بواشنطن تأكد أنه لم يقم أي متحدث باسم السفارة بتأكيد ما ذكره الإعلام المدعوم من قطر من اختراق لحساب السفير”. (http://www.eremnews.com/news/arab-world/gcc/860635). 

تأكيد الاختراق باتهام روسيا وإيران

وبحسب موقع "إرم نيوز" نفسه ولكن ظهيرة السبت وبعد نحو 3 ساعات من خبر النفي، قال الموقع: سجلت عمليات الرصد والتحليل السريعة التي قامت بها الأوساط السياسية، خلال الساعات القليلة الماضية، لعمليتي الاختراق اللتين حصلتا لحساب وزير خارجية البحرين على “تويتر” والإيميل غير الرسمي، لسفير الإمارات في واشنطن 3 ملاحظات دلالية بشواهد تشير إلى تقاطع الشبكات الاستخبارية للدول الثلاث، قطر وإيران وروسيا.

وأضاف الموقع، وأضحى واضحاً للأوساط الإعلامية في واشنطن  أن الموضوع هو “فزعة روسية لقطر” كونهما شركاء في رؤية واحدة ترفض قواعد اللعبة الجديدة التي جرى اعتمادها في قمم الرياض بخصوص مستقبل الخليج والشرق الأوسط.

ليس هذا فحسب..

الأمر الذي أثار استغراب الإماراتيين والخليجيين ما قاله "إرم نيوز"، إذ كتب: وكان ملاحظاً أن وسائل الإعلام القطرية في تغطيتها لاختراق حساب السفير العتيبة، تجاهلت التصحيحات الإعلامية التي صدرت وتؤكد أنه ليس الحساب الدبلوماسي الرسمي المحمي للسفير، وإنما حسابه الشخصي على “هوت ميل”.

وتعمدت وسائل الإعلام القطرية أن تتجاهل تفاصيل الخبر الأساسي الذي كان انفرد به موقع “ديلي بيست” بخصوص حادث الاختراق. (http://www.eremnews.com/news/arab-world/gcc/860865). 

ووجه الاستغراب أن وسائل إعلام الإمارات الرسمية والسعودية هي التي تجاهلت النفي الرسمي القطري للتصريحات المسنوبة لأمير قطر رغم نفيها من عدة مستويات.

ويؤكد إماراتيون أنهم بكشفهم عن هذه القضايا هو دفاع عن الإمارات وليس عن أي جهة أخرى، فالاحتراف والمهنية والشفافية هي سلع يجب أن يكون الإماراتيين أولى بها من غيرهم، وأن يكون إعلامهم على مستوى عال من المسؤولية وتوجيه خطاب وحدوي يجمع ولا يفرق ويؤكد على اللحمة الخليجية وفق ما قام عليه بنيان الدولة الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وإخوانه حكام الإمارات.