أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

طاحونة الأيام!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-05-2017


ليس هناك من إحساس أكثر رعباً من إحساسك بالعجز، العجز عن المشي مثلاً، عن أن تسير متوازناً بشكل طبيعي كما بقية الناس، عن التواصل مع الآخرين، والمضي في حياتك دون ألم أو حزن، هناك صور مختلفة لوقوعنا في العجز، لكنك في جميع الحالات حين تواجهها بشكل مباغت، ينتابك شعور مؤلم يشبه ارتطام رأسك بحجر أو سماعك خبر فقدان أعز الناس!

واجهت العجز أكثر من مرة ككل الناس، مرة حين فقدت قدرتي على المشي متوازنة، ومرة حين فقدت قدرتي على المشي دون سبب ظاهر، كان العالم مقلوباً تماماً!

كانت تجربة قاسية، فأن تسير بكامل كبريائك متكئاً على أحدهم، غير قادر على إفلات يديه أو كتفه، يعني أنك لست أكثر من قشة في مهب رياح، قد تقع بشكل مباغت وذلك عجز لو تعلمون عظيم، الذين لم يواجهوا العجز يعتقدون أنه من الطبيعي جداً أن تصحو كل يوم فتنهض وتمشي إلى دورة المياه، تقف، تغسل وجهك، تقف باعتداد أمام المرآة، تتأنق، ترش عطرك وتخرج، باعتداد أيضاً، لكن هذا كله قد ينقلب فجأة بين دقيقة وأخرى!

في أيام العجز القاسية تلك والتي مضى على ذكراها 3 سنوات، صارت أيامي فجأة بلون البياض أو بلا لون، وهذا إذا شرحته يعني أنني ظللت أعاني الدوار والحمى طويلاً، وأتقاسم الحياة كرغيف خبز يابس مع امرأة ناقمة على الحياة حد الغرق في ضجيج ثرثرة مقرفة وبلا توقف في الطابق العاشر بالقسم 27 في أحد المستشفيات، هناك حيث تمددت على سرير تعلوه يافطة كتب عليه «مريض في حالة خطر» كنت كمحكوم بالإعدام لا أمل له في الخروج متوازناً!

بالكاد أستطيع أن أفتح عيني أو أجترح معجزة المشي على قدمين، كانت سماء الغرفة كطاحونة حكايات لا تكف عن سحق الروح بشتائم المرضى القاسية والسمجة. قلبي لا يكف عن التفكير، أملاً في نهار أبيض بلا أسرة ولا أدوية ولا خوف!

حين لمحت شيئاً من زرقة البحر عبر نافذتي، رأيتني في المنام حبلى بأصوات العصافير، ومع انهمار النور صباحاً قررت أنني إذا خرجت من هذا البئر سأقتني كوكباً صغيراً أقضي في حقوله الواسعة عطلة نهاية الأسبوع مشياً على قدمين متوازنتين!

كنت أشعر أنني لست تلك التي عرفتها دائماً وبأنني شخص آخر، عاجز تماماً وخائف بشكل لا يصدق، فالعجز مرعب حد البكاء، فأنا هنا لا أتوازن في المشي أبداً، بينما العالم ليس مقلوباً، لكنه يسير على رأسه وأنا لست موجودة فيه!