أكد عبد الله بن حمد العذبة، رئيس تحرير صحيفة «العرب» أن وعي المتابعين والقراء والنخب السعودية والخليجية مرتفع جداً، الأمر الذي أفشل تصديق الأخبار المفبركة والكاذبة، التي أُخذت من على موقع وكالة الأنباء القطرية، أثناء اختراقها مساء الثلاثاء(23|5)، مشيراً إلى أن ما حدث هو انتصار لوعي أهل الخليج.
وأشار إلى أن الشيخ تميم بن حمد منفتح على أشقائه من قادة دول مجلس التعاون، «فلما لا يتم الجلوس على طاولة واحدة إن كان من خلاف يستوجب النقاش، ويتم التحدث بصراحة في كل القضايا، ولا داعي لتكرار لسيناريو 2014 في 2017».
وأكد العذبة أنه لو كانت ثمة تصريحات لأمير قطر، كان من الأولى أن تعرضها القنوات المغرضة في وقتها، فالحدث الذي حضره كان في الصباح، فلماذا يتم بثه في وقت متأخر من الليل، وهو الوقت الذي يكون فيه المسؤولون القادرون على نفي هذه الأخبار، أو التعاطي معها، غير متواجدين.
وأضاف العذبة -في حلقة خاصة على تلفزيون قطر-: رصدت الأمر بعد دقائق معدودة من نشر «العربية» للخبر، حيث حرص الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، ومن خلال حسابه على «تويتر»، على نفي التصريحات المنتشرة، وكل الحديث جملة وتفصيلاً، ثم أتبع نفيه بتصريح مكتب الاتصال الحكومي، الذي أكد على أن التصريحات خاطئة، وأنها جاءت بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، والتي سأل البعض عن سبب عدم بثها للنفي، وهو الأمر الذي يثبت في الوقت نفسه أن موقع الوكالة كان مخترقاً، فلو لم يكن مخترقاً لنفى موقع الوكالة هذه التصريحات، وسماح إدارة الوكالة للخوادم بأن تظل مفتوحة يمكن أن يسمح ببث المزيد من الأخبار الكاذبة، وستدخل المؤسسات القطرية في دائرة التوضيح والنفي مجدداً.
غياب الشجاعة الإعلامية
وأعرب العذبة عن قلقه من الصورة التي ظهرت بها القنوات الإعلامية المغرضة، فوكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب» تتحدث عن إصرار قناة «العربية» وقناة «سكاي نيوز أبو ظبي» على عدم نشر النفي الصادر عن المسؤولين القطريين، فضلاً عن غياب الشجاعة الإعلامية عن هذه القنوات في استضافة أي قطري للتحدث عما نسب إلى الشيخ تميم ، في حين تفتح قناة الجزيرة أبوابها لكافة الآراء والأصوات على اختلافها، أم أن هذه القنوات لديها ما تخشى أن يظهر في حال حاولت طرح كافة الآراء؟
الرهان الحقيقي
وأوضح أن الرهان الحقيقي هو على وعي المواطن الخليجي والعربي، الذي ظهرت فيه انتفاضة مهمة جداً، للمحافظة على شعار «خليجنا واحد»، لأن كثرة الصدمات تؤثر في جسم الكيان الخليجي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فهذا الكيان تقوده الرياض وليست الدوحة، والمتضرر الأول من هذا الأمر هو الشعب الخليجي، خاصة مع حرب إعادة الشرعية في اليمن، والمستفيد يظل كل من يعادي السعودية، ولا يريدها أن تستمر في مشروعها بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومساعديه الأمير محمد بن نايف آل سعود، ولي العهد السعودي، والأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، مشدداً على أن الأشقاء السعوديين يعلمون قدرهم ومكانتهم لدى القيادة والشعب القطري.
من المستفيد؟
ونوّه العذبة بضرورة البحث عن المستفيد من إثارة الشائعات، فهناك انقلاب فشل في عدن، والأخبار الملفقة تبعته، ما بين قطر تجري مناورات مع إيران، أو غيرها من التصريحات الظاهر خطؤها، في حين أن الوزير عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، خرج في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، وقال بكل وضوح إن إيران جارة، ونرحب بأن تكون هناك أفعال حقيقية للتقارب، فثمة مبادرة خليجية للحوار مع إيران، على شرط أن تكون وفق المصالح الخليجية، فلما هذه «الشيطنة الغبية» تجاه دولة قطر، فهي «حمقاء».
وأضاف أن قناتي «العربية» و»سكاي نيوز» ظهر عليهما جلياً أنهما لا يبحثان عن نشر الحقيقة، فثمة إصرار على أن التصريحات المغلوطة خرجت عن أمير البلاد المفدى، ولا تريد هذه القنوات أن تستمع لأي وجهة نظر أخرى، مدعية أن قطر سبب في الكثير من المشكلات.