أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«غارب..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 23-05-2017


من كان يخضب كفه بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضبُ

خطرت مقدمة القصيدة الشهيرة لعبدالله بن المبارك، التي يقال إنه أرسلها إلى الفضيل بن عياض، في بالي، عند الانتهاء من قراءة رواية الكاتب المصري محمد عبدالقهار الرائعة «غارب».. وغارب ليس سوى خيل أعمى.. ولكنه شهد الكثير..

كأن هذه الرواية المليئة بغبار المعارك وأصوات الصهيل وأسوار القلاع.. يرسل «غارب» تلك القصيدة إلى الروايات التي أصبحت «موضة» الساحة الثقافية أخيراً.. والتي تجعل من الرجل العاشق الذي يتقن صنع دوائر راقصة جميلة للوصول إلى الحقيقة طريقة أسلم وأكثر حضارة من طريقة الجندي الذي ضحى بكل شيء لكي ينعم من تركهم خلفه بالأمان.. الذائقة الفنية.. والذائقة الفكرية.. وحتى الذائقة المصلحية تختلف باختلاف دواخلنا بالطبع.. ولكن صهيل «غارب» كان حتماً لا يسير ضمن المخطط الثقافي الجديد الذي يريد وصولاً إلى الحقيقة عبر طريقة واحدة.. وهي أن تكون صاحب «طريقة» أو تابعاً لها فقط!

تسير الرواية على خطى فارسها في 12 شهراً، في كل شهر تسمع ثلاث روايات لما حدث.. الأولى بصوت البطل نفسه؛ وهو سليل أحد ملوك الطوائف في الأندلس في فترة هي الأسوأ.. فترة انتظار الموت وما قبل السقوط.. والثانية بصوت الغائب الذي يرى الأمور كما حدثت بحيادية.. والثالثة بصوت الضمير.. وما أدراك كيف تكون رواية الضمير للأحداث؟

الأهم في هذه الرواية هي العبرة التي يمكن أن نستبدل بها الكثير من مناهجنا اليوم، العبرة من قراءة تاريخ «ملوك الطوائف»: متى اختلت البوصلة لديهم؟ ما الأسباب الطفولية التي جعلتهم يزدادون انقساماً على أنفسهم في كل يوم؟ كيف بدأت الخطيئة حين يقرر كل من ملوك الطوائف أن مصلحته مع إيزابيلا وفرنانديز وليست مع ابن عمه؟ كيف وثق ملوك الطوائف بمن لا تجب الثقة به؟ وكيف بكوا في ذات يوم على ملك لم يرعوه كالرجال؟ وتركوا لغيرهم البكاء عليه إلى يوم الدين.. بينما تزاوجت مملكتا أرجون وقشتالة لكي تصبحا أقوى في وجه العرب البرابرة!

على خطى الخيل الأعمى.. كتب محمد عبدالقهار ما لم يكتبه عشرات المؤرخين أو المحللين السياسيين أو حتى الفلاسفة.. شفافية مطلقة في التساؤلات الوجودية وفي مؤامرات البلاطات السلطانية، وفي المال والقوة والعقائد..

ولكن الكثير مما وقع تحت سنابك «غارب» يمكن اختصاره في ما نعرفه من قرون ولا نطبقه.. فقدرنا أن نصنع التاريخ في وحدتنا.. وقدرنا أيضاً أن التاريخ سيتجاوزنا وسنفقد كل ما نحب وكل من نحب في اللحظة التي نتحول فيها إلى طوائف.. تبحث كل منها عن مظلة غريبة لتنتقم تحت حمايتها المزعومة من أبناء عمها..!