أحدث الأخبار
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد

الساحر «ماكرون»

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 18-05-2017


لم يسبق أن عرف الكثيرون عن الرئيس الفرنسي المنتخب «إيمانويل ماكرون»، كما لم يسبق للكثيرين التعرف على توجهاته، لكن بحكم المهنة المشتركة، باعتباره اقتصادياً، يمكن تقدير التحديات والصعوبات التي سيواجهها من خلال دراسة آرائه وسياساته التي تميل إلى الوسطية والمهنية، بعيداً عن أدلجة الاقتصاد وإقحامه في النظريات بعيداً عن الواقع.

يرث ماكرون اقتصاداً متأزماً ومتراجع النمو، حيث بلغ معدل النمو في الربع الأول من هذا العام 0.3% فقط، متأثراً بتباطؤ إنتاج السلع والخدمات وتراجع القوة الشرائية للفرنسيين بصورة متواصلة منذ الأزمة العالمية في عام 2008، كما أن نسبة البطالة تعتبر الأعلى في الاتحاد الأوروبي وتبلغ 10%، إضافة إلى نمو الدين العام والعجز التجاري المتوقع أن يصل إلى 50 مليار يورو هذا العام.

يقابل ذلك عزوف الشركات عن الاستثمار بسبب الضرائب وكلفة الإنتاج المرتفعة، والتي تساهم الاحتجاجات العمالية المتواصلة في تعقيدها، خصوصاً أن النقابات هناك تملك تأثيراً كبيراً، وهي على خلاف مع الرئيس الجديد من اليوم الأول لانتخابه ومن دون أن يُعطى فرصة للتعمق في شرح برنامجه، والذي نتوقع أن يساهم في حل العديد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها فرنسا.

ضمن هذه التوجهات يسعى الرئيس لجذب استثمارات خارجية وتقديم حوافز للشركات لزيادة استثماراتها ورفع قدراتها التنافسية، بما في ذلك إصلاح نظام الضرائب، وهو ما تعارضه القيادات العمالية التي لا تدرك أهمية ذلك، علماً بأنها تساهم في تدني الإنتاجية وزيادة كلفة المنتجات بسبب الإضرابات المتكررة، مما يقلل من قدرة المنتجات الفرنسية على المنافسة في الأسواق الخارجية، ويؤدي إلى تراجع الصادرات في أسواق دولية تتميز بحدة المنافسة والانفتاح، وهو ما لم يتم استيعابه حتى الآن من قبل النقابات.

وإذا ما نجح ماكرون في تجاوز الاعتراضات النقابية، وهو أمر صعب للغاية، فسينقل الاقتصاد الفرنسي لآفاق جديدة ومتقدمة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وانخفاض مستويات البطالة وتخفيض العجز التجاري بفضل تنامي الصادرات، وهي مكاسب إيجابية يمكن أن تتحقق إذا ما تم استيعاب سياسات الرئيس الاقتصادية وقدرته على الإصلاح، مع أن ذلك بحاجة إلى بعض الصبر، إذ لا يمكن تحقيقه بصورة فورية.

مشكلة ماكرون أنه لا يعتمد على قاعدة اجتماعية أو أحزاب كبيرة، كما هو حال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فهو رئيس «الصدفة» حيث فشلت الأحزاب التقليدية ونافسه اليمين المتطرف الذي لا يلقى قبولاً في المجتمع الفرنسي، مما سيجعل من عملية الإصلاح الاقتصادي والمالي التي يسعى إليها صعبة للغاية، وقد يزيد من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا.

الضمانة الرئيسة لنجاح التوجهات الاقتصادية المهمة للرئيس المنتخب، هي تعاون كل الجهات من قطاع خاص وعاملين ومستثمرين معه، إلا أن ذلك لا يبدو مؤكداً حتى الآن، وبالأخص من قبل النقابات العمالية التي نظمت ضده احتجاجات لقناعتها بميله إلى أصحاب الأعمال وتعبيره عن مصالحهم، وهو اعتقاد خاطئ على كل حال، فالرجل يحاول العمل بصورة مهنية لصالح فرنسا، كل فرنسا.

وفي هذا الصدد يمكن للفرنسيين الاستفادة من تجربة أيرلندا التي تعتبر من أوائل البلدان الأوروبية التي خرجت من الأزمة، وطورت العديد من القطاعات بصورة مذهلة، وذلك من خلال اجتماعات متواصلة بين الحكومة والقطاع الخاص وممثلي العمال تم التوصل خلالها إلى تقديم تنازلات من كل الأطراف والاتفاق على برنامج لانتشال الاقتصاد المحلي من الصعوبات، وذلك من أجل أيرلندا ككل، وهو ما تحقق بنجاح باهر، فالصراعات الداخلية تعوق النمو وتزيد من الأزمات، مما يتطلب منح «الساحر» ماكرون فرصة من خلال تعاون المجتمع الفرنسي، خصوصاً أنه نجح في مهامه السابقة بصورة مهنية تستحق التقدير.