أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

الساحر «ماكرون»

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 18-05-2017


لم يسبق أن عرف الكثيرون عن الرئيس الفرنسي المنتخب «إيمانويل ماكرون»، كما لم يسبق للكثيرين التعرف على توجهاته، لكن بحكم المهنة المشتركة، باعتباره اقتصادياً، يمكن تقدير التحديات والصعوبات التي سيواجهها من خلال دراسة آرائه وسياساته التي تميل إلى الوسطية والمهنية، بعيداً عن أدلجة الاقتصاد وإقحامه في النظريات بعيداً عن الواقع.

يرث ماكرون اقتصاداً متأزماً ومتراجع النمو، حيث بلغ معدل النمو في الربع الأول من هذا العام 0.3% فقط، متأثراً بتباطؤ إنتاج السلع والخدمات وتراجع القوة الشرائية للفرنسيين بصورة متواصلة منذ الأزمة العالمية في عام 2008، كما أن نسبة البطالة تعتبر الأعلى في الاتحاد الأوروبي وتبلغ 10%، إضافة إلى نمو الدين العام والعجز التجاري المتوقع أن يصل إلى 50 مليار يورو هذا العام.

يقابل ذلك عزوف الشركات عن الاستثمار بسبب الضرائب وكلفة الإنتاج المرتفعة، والتي تساهم الاحتجاجات العمالية المتواصلة في تعقيدها، خصوصاً أن النقابات هناك تملك تأثيراً كبيراً، وهي على خلاف مع الرئيس الجديد من اليوم الأول لانتخابه ومن دون أن يُعطى فرصة للتعمق في شرح برنامجه، والذي نتوقع أن يساهم في حل العديد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها فرنسا.

ضمن هذه التوجهات يسعى الرئيس لجذب استثمارات خارجية وتقديم حوافز للشركات لزيادة استثماراتها ورفع قدراتها التنافسية، بما في ذلك إصلاح نظام الضرائب، وهو ما تعارضه القيادات العمالية التي لا تدرك أهمية ذلك، علماً بأنها تساهم في تدني الإنتاجية وزيادة كلفة المنتجات بسبب الإضرابات المتكررة، مما يقلل من قدرة المنتجات الفرنسية على المنافسة في الأسواق الخارجية، ويؤدي إلى تراجع الصادرات في أسواق دولية تتميز بحدة المنافسة والانفتاح، وهو ما لم يتم استيعابه حتى الآن من قبل النقابات.

وإذا ما نجح ماكرون في تجاوز الاعتراضات النقابية، وهو أمر صعب للغاية، فسينقل الاقتصاد الفرنسي لآفاق جديدة ومتقدمة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وانخفاض مستويات البطالة وتخفيض العجز التجاري بفضل تنامي الصادرات، وهي مكاسب إيجابية يمكن أن تتحقق إذا ما تم استيعاب سياسات الرئيس الاقتصادية وقدرته على الإصلاح، مع أن ذلك بحاجة إلى بعض الصبر، إذ لا يمكن تحقيقه بصورة فورية.

مشكلة ماكرون أنه لا يعتمد على قاعدة اجتماعية أو أحزاب كبيرة، كما هو حال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فهو رئيس «الصدفة» حيث فشلت الأحزاب التقليدية ونافسه اليمين المتطرف الذي لا يلقى قبولاً في المجتمع الفرنسي، مما سيجعل من عملية الإصلاح الاقتصادي والمالي التي يسعى إليها صعبة للغاية، وقد يزيد من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا.

الضمانة الرئيسة لنجاح التوجهات الاقتصادية المهمة للرئيس المنتخب، هي تعاون كل الجهات من قطاع خاص وعاملين ومستثمرين معه، إلا أن ذلك لا يبدو مؤكداً حتى الآن، وبالأخص من قبل النقابات العمالية التي نظمت ضده احتجاجات لقناعتها بميله إلى أصحاب الأعمال وتعبيره عن مصالحهم، وهو اعتقاد خاطئ على كل حال، فالرجل يحاول العمل بصورة مهنية لصالح فرنسا، كل فرنسا.

وفي هذا الصدد يمكن للفرنسيين الاستفادة من تجربة أيرلندا التي تعتبر من أوائل البلدان الأوروبية التي خرجت من الأزمة، وطورت العديد من القطاعات بصورة مذهلة، وذلك من خلال اجتماعات متواصلة بين الحكومة والقطاع الخاص وممثلي العمال تم التوصل خلالها إلى تقديم تنازلات من كل الأطراف والاتفاق على برنامج لانتشال الاقتصاد المحلي من الصعوبات، وذلك من أجل أيرلندا ككل، وهو ما تحقق بنجاح باهر، فالصراعات الداخلية تعوق النمو وتزيد من الأزمات، مما يتطلب منح «الساحر» ماكرون فرصة من خلال تعاون المجتمع الفرنسي، خصوصاً أنه نجح في مهامه السابقة بصورة مهنية تستحق التقدير.