أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

تغيير الواقع أم تجاهله؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2017


كنت قد كتبت في وقت سابق عن آخر أعمال الروائي التشيكي ميلان كونديرا، وذكرت يومها أن روايته التي تحمل عنوان «حفلة التفاهة» ليس من السهل إكمالها أو تبيّن مغزاها بشكل سريع ، كما أن الترجمة لا تساعدك في شقّ طريقك نحو النهاية، خاصة وأن أعمال كونديرا ذات بعد فلسفي عميق، وتحتاج إلى قراءة متأنية وصبر، والرواية المقصودة تدور حول مفهوم «التفاهة» في مقابل القيمة !

أعلم أن الفكرة ليست بتلك السهولة، إذاً لنحاول مرة أخرى شرح الفكرة: كونديرا يحاول إيصال فكرة أن التفاهة المحيطة بنا والتي تصبغ معظم المشهد الحياتي في العالم، تفاهة وعبثية القتل والحروب والصراعات، وحوادث السيارات !

إن التفاهة التي يمكن رصدها من وجهة نظرك في الحفلات وفي حياة النجوم، وفي المناطق الأخرى من الحياة حيث لا أمراض ولا حروب ولا حرمان ولا سيدات يعانين الأمرين ليحصلن على قوتهن ولقمة صغيرة للصغار، هذه التفاهة، ليست كذلك إلا من وجهة نظرك، هذه الرؤية التي لن تغير الواقع أبداً مهما حاولت أن تخدشه أو تنتقده أو تتحدث عنه، لماذا ؟ لأنه الوجه الآخر للحياة والمعادل الأزلي لكل ما يحيط بنا، ولقد حاولت كما حاول غيرك أن ترفض وتنتقد وتصرخ وتملأ الفضاء بالكلام الغاضب، فماذا كانت النتيجة ؟ كونديرا يقول: لا نتيجة، كل شيء سيبقى وسيستمر كما هو!

ما الذي يمكن أن يوقف تفاهة الموت المجاني في حفلة التفاهة الكبرى المسماة بالحروب ؟ ما الذي يجعل الأمراض تصبح أكثر شراسة وتتحول إلى مجرد تجارة وأسهم لشركات الأدوية في البورصات العالمية ؟ ما الذي حوّل المآسي والقتل إلى تجارة يعتاش منها أمراء وملوك الحروب ؟ ما الذي يعزز كل هذا الخراب سوى التفاهة؟!

في مقطع من روايته «حفلة التفاهة» يذكر ما نصه (أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد"، فكم مرة سمعت مثل كونديرا يقول لك هذا الكلام؟ مرات ومرات حتماً، مع ذلك فلا بأس من المحاولة، فنحن من الذين لا زلنا نصدق الأمل، ونؤمن بأن الحياة لم تخلق عبثاً، وأن على وجه الأرض ما يستحق الحياة دائماً لكن بالأمل، فهل يدخل الأمل ضمن معادلات التفاهة بشكل أو بآخر!