أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

مهب الرياح الغربية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 09-05-2017


احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن يستنسخ نموذج ترمب، ويصل إلى السلطة على ظهر موجة قومية انعزالية تكتسح العالم الغربي، ماكرون الشاب المثقف الليبرالي يمثل الصورة المعاكسة تماماً للحلم اليميني، ولا شك أن وصوله يمثل انتصاراً لمعسكر الاعتدال الغربي، ولكن كل ذلك لا يلغي الحقيقة السياسية الجديدة الأهم لهذه المرحلة، وهي أن اليمين المتطرف وجد له أخيراً مكاناً على طاولة الكبار، ينافس على السلطة ويفرض أجندته، وخطابه لم يعد منبوذاً ولا من محرمات الخطاب السياسي، فاليمين المتطرف صار اليوم أقرب إلى الوسط السياسي من أي وقت مضى.
أوروبا الآن بانتظار الموعد الانتخابي في ألمانيا والتي لا يشكل اليمين المتطرف فيها تهديداً حقيقياً للقوى السياسية التقليدية، ولكن الكل يترقب أداءه خلال هذه الانتخابات، وكيف سيستفيد من الموجة ليقترب من دائرة التأثير السياسي، والانتخابات القادمة في بريطانيا لا يبدو أن اليمين المتطرف سينجح في الاستفادة منها مع حالة الانهيار التي أصابت حزب الاستقلال، ولكن أجندته وخاصة فيما يتعلق بالمهاجرين حاضرة وبقوة، ولا شك أن تريزا ماي ستستفيد من ذلك في توسيع نفوذ حزبها في أروقة البرلمان.
الصورة في المشهد الأوروبي تتغير تدريجياً، ولا شك أنها ستفرز حالة سياسية جديدة سيتغير معها شكل المحور السياسي بحيث تتحرك فيه علامة الوسط يميناً.
في مقابل ذلك بدأت تنشأ حملة مضادة من المعتدلين لتشكيل كتلة حرجة في مواجهة اليمين، أوباما، وكلنتون عادوا إلى الساحة السياسية في الولايات المتحدة؛ ليشجعوا على مقاومة المد اليميني، في خطاب له قبل تسلمه جائزة ما، حث أوباما المشرعين الأميركيين على أن يتحلوا بالشجاعة في مواجهة تأثير اليمين والشعبوية السياسية، وكلنتون عادت إلى وسائل الإعلام موجهة الانتقادات المتتالية لترمب، ومذكرة بأسباب خسارتها، وتفوقها في الصوت الشعبي، والاثنين دعموا ماكرون عبر رسائل مباشرة تستهدف الناخب الفرنسي قبل الانتخابات، وفي أوروبا كانت تبريكات الساسة الأوروبيين بفوز ماكرون فرصة للتأكيد على موقفهم من اليمين المتطرف، مستبشرين بفوزه باعتباره هزيمة لسياسة التخويف والعنصرية، هذه الموجة من ردة الفعل على صعود اليمين بدأت متناثرة ومرتبكة، ولكن أحزاب وقوى الوسط في الغرب تتعافى اليوم، وتسترد مساحات كانت خسرتها لصالح اليمين على المستوى الإعلامي، ولكن أثر ردة الفعل هذه لن يظهر سريعاً؛ فموجة القومية والشعبوية لا زالت في أوجها، وإن فشلت في إيصال قادة على غرار ترمب لكراسي السلطة في أوروبا.
والصراع خلال الفترة القادمة سيكون بين القوى التقليدية التي تستهدف العودة إلى السلطة والقوى «الجديدة» التي ستحاول الحفاظ على مكتسباتها التي تحققت خلال هذا العام وسابقه، ولن تكون معركة سهلة، وستتأثر بشكل كبير بتطورات الأحداث، وأداء الساسة هنا وهناك، واليمين المتطرف من الصعب تخيل أنه سينجح في تحقيق طموح الناخبين سواء في المواقع التي وصل فيها إلى السلطة، أو تلك التي زاد تأثيره فيها عبر توسيع المشاركة البرلمانية، والسياسات التي يدفع بها نتائجها عادة كارثية، ولكن في الوقت نفسه فشلت الأحزاب التقليدية سابقاً في تحقيق طموحات الناخبين هي الأخرى في ظل الأزمات المالية العالمية، والكوارث الإنسانية في سوريا وغيرها، والتحدي الحقيقي سيكون الصمود أمام السخط الشعبي، والقدرة على امتصاصه والاستفادة من الأحداث، وصعود العلميات الإرهابية على التراب الأوروبي، وتزايد اللاجئين من دول الأزمات سيكون محفزاً لليمين المتطرف بينما سيكون انحسار داعش، وحل الأزمة السورية دافعاً للقوى التقليدية إلى استعادة مكانتها، وطرد اليمين المتطرف إلى طاولة الصغار ثانية.
العالم الغربي اليوم في حالة غليان مدهشة، خلال أعوام قليلة تبدد سراب الاستقرار السياسي، وبسط الليبرالية نفوذها على الأجندة السياسية لصالح حالة لا يستبعد معها إعادة تشكيل للواقع السياسي في دول مختلفة، والولايات المتحدة التي كان يبدو وكأن تاريخها توقف عند ثنائية وسط اليمين ووسط اليسار تواجه اليوم مستقبلاً مجهولاً تبتعد فيه القوى السياسية شيئاً فشيئاً عن البرامج السياسية التي ألفها الناخب طوال العقود السابقة، وفي أوروبا تتعالى الأصوات الداعية لهجر فكرة أوروبا الواحدة لصالح خطاب قومي يذكر بالخطابات التي أدت إلى الحربين العالميتين، وفي خضم ذلك كله نقف كالعادة متفرجين ومنتظرين لما تفرزه الأيام، فجل الاهتمام العربي منصب على سؤال واحد، في أي اتجاه ستدفع بنا الرياح الغربية؟.;