أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

كيميائية التعليم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 05-05-2017


كنا في السابق نقول، إن مشكلة التعليم تكمن في عدم قدرة القائمين بأمره على توظيف المناهج بطريقة صحيحة تتفق مع الواقع المحلي وتساير التطور المطلوب، بمعنى أن هذه المناهج لم تغذ عقل الطالب بالأفكار والمهارات والمعارف التي يحتاجها جيل المستقبل، وعلى النحو الصحيح الذي يخدم مسيرة التنمية وحركة النهوض، بل جعلته تحت رحمة أسلوب «الحفظ والتلقين». وعندما حدث التغيير وتراكمت الخبرات، وبدأ التحسين والتطور يأخذ مجراه وأدرك الجميع (وخاصة رجال التربية) حاجة المجتمع الضرورية لذلك.. كانت هناك وجهة واحدة وهي طريقة «الاستيراد» والترجمة، فهي أسهل الطرق لتحقيق المطلوب، إذ لا تتطلب قدراً كبيراً من الخبرة أو الاجتهاد أو الابتكار.

والحقيقة أن الاستفادة من تجارب الآخرين تمثل خطوة مهمة في مسألة التغيير والتطوير، في التعليم خاصة، لكن بشروط:

1- أن تخضع لإجراءات واختبارات وبحوث ومقارنات.

2- ألا يكون ذلك على حساب الهوية الوطنية للمجتمع وثقافته.

3- أن يكون ذلك مربوطاً بوقت وزمن محددين.

4- أن يتناسب مع شخصية الطالب وتكوينه النفسي والاجتماعي.

5- أن يكوّن ذلك نواة لبناء منهج تعليمي محلي مستقل.

وذلك تقريباً ما فعلته دول عديدة استطاعت اللحاق بركب التقدم، كما يقول وزير التعليم الصيني السابق، «لي بكينج»، في كتابه «توفير التعليم ل1.300 مليار إنسان».

وهنا أتذكر أيضاً ما جاء في مقال لأحد المختصين في علم التربية حول موضوع دور المعلم في الفصل الدراسي أمام طلابه، وقد قال فيه: إن من أسباب مشكلات التعليم عدم التقيد بتطبيق النظريات والنماذج التي تأتي بها من الخارج، فقد اتصلت إحدى المدرسات تسأل المختص: أنت تقول كل هذه الآراء والنماذج والأفكار والمقترحات وتدعو للعمل بها في الفصل الدراسي، فهل حاولت أن تخضع ذلك للتجربة والاختبار قبل التطبيق لتعرف الشيء المناسب لواقعنا الاجتماعي وبيئتنا المحلية، وقدرة الطالب والمدرس على هضم مثل هذه المناهج؟ فأجاب المختص: «لا، ولكن بإمكان المدرس الجيد أن يستفيد منها ويطبقها»، فردت عليه: اسمح لي أن أقول لك، ومن خلال تجربتي في التدريس لمدة 20 عاماً، أن كل ما نقوله هو نوع من المثاليات والنماذج التي لا علاقة له بمشاكلنا التعليمية، بل هو للأسف أحد أسباب مشاكل التعليم عندنا».

الخطأ في كثير من تجارب ومشاريع الإصلاح التربوي أن بعض القائمين عليها يكونون أبطالاً قادرين على التغيير ولا يريدون سماع صوت من الشركاء الآخرين، وإذا حدث فشل يقولون إن الطالب والمدرس هما السبب في ذلك!

والحقيقة أن الإدارة التعليمية والتربوية لها هي نصيب من المسؤولية، فمثلا ظاهرة الرسوب الدراسي ليس معناها أن هناك ضعفاً عند الطلاب، بل ربما تكون مؤشراً على خلل في منظومة التعليم، لأن الهدف من الامتحان ليس فقط ترسيخ قدرات الطلاب على فهم المنهج، وقياس مهاراتهم في التفكير والابتكار والإبداع، أو التعرف على ما تعلمه الطالب.. بل الأهم هو معرفة ما يصلح لتعلم الطالب من هذا المنهج وقياس قدرته على هضم ذلك وتوصيله. وأهم من هذا خلق مناخ اجتماعي وسياسي خالٍ من الغضب والإحساس بالظلم الذي قد يسود بعد الامتحان وينعكس على المؤسسة التعليمية، لأن التعلم أمر خطير، فهو -كما يقول محمد إقبال- الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما تشاء، وهو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، وهو الذي يستطيع تحويل جبل شامخ إلى كومة تراب.