أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

كيميائية التعليم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 05-05-2017


كنا في السابق نقول، إن مشكلة التعليم تكمن في عدم قدرة القائمين بأمره على توظيف المناهج بطريقة صحيحة تتفق مع الواقع المحلي وتساير التطور المطلوب، بمعنى أن هذه المناهج لم تغذ عقل الطالب بالأفكار والمهارات والمعارف التي يحتاجها جيل المستقبل، وعلى النحو الصحيح الذي يخدم مسيرة التنمية وحركة النهوض، بل جعلته تحت رحمة أسلوب «الحفظ والتلقين». وعندما حدث التغيير وتراكمت الخبرات، وبدأ التحسين والتطور يأخذ مجراه وأدرك الجميع (وخاصة رجال التربية) حاجة المجتمع الضرورية لذلك.. كانت هناك وجهة واحدة وهي طريقة «الاستيراد» والترجمة، فهي أسهل الطرق لتحقيق المطلوب، إذ لا تتطلب قدراً كبيراً من الخبرة أو الاجتهاد أو الابتكار.

والحقيقة أن الاستفادة من تجارب الآخرين تمثل خطوة مهمة في مسألة التغيير والتطوير، في التعليم خاصة، لكن بشروط:

1- أن تخضع لإجراءات واختبارات وبحوث ومقارنات.

2- ألا يكون ذلك على حساب الهوية الوطنية للمجتمع وثقافته.

3- أن يكون ذلك مربوطاً بوقت وزمن محددين.

4- أن يتناسب مع شخصية الطالب وتكوينه النفسي والاجتماعي.

5- أن يكوّن ذلك نواة لبناء منهج تعليمي محلي مستقل.

وذلك تقريباً ما فعلته دول عديدة استطاعت اللحاق بركب التقدم، كما يقول وزير التعليم الصيني السابق، «لي بكينج»، في كتابه «توفير التعليم ل1.300 مليار إنسان».

وهنا أتذكر أيضاً ما جاء في مقال لأحد المختصين في علم التربية حول موضوع دور المعلم في الفصل الدراسي أمام طلابه، وقد قال فيه: إن من أسباب مشكلات التعليم عدم التقيد بتطبيق النظريات والنماذج التي تأتي بها من الخارج، فقد اتصلت إحدى المدرسات تسأل المختص: أنت تقول كل هذه الآراء والنماذج والأفكار والمقترحات وتدعو للعمل بها في الفصل الدراسي، فهل حاولت أن تخضع ذلك للتجربة والاختبار قبل التطبيق لتعرف الشيء المناسب لواقعنا الاجتماعي وبيئتنا المحلية، وقدرة الطالب والمدرس على هضم مثل هذه المناهج؟ فأجاب المختص: «لا، ولكن بإمكان المدرس الجيد أن يستفيد منها ويطبقها»، فردت عليه: اسمح لي أن أقول لك، ومن خلال تجربتي في التدريس لمدة 20 عاماً، أن كل ما نقوله هو نوع من المثاليات والنماذج التي لا علاقة له بمشاكلنا التعليمية، بل هو للأسف أحد أسباب مشاكل التعليم عندنا».

الخطأ في كثير من تجارب ومشاريع الإصلاح التربوي أن بعض القائمين عليها يكونون أبطالاً قادرين على التغيير ولا يريدون سماع صوت من الشركاء الآخرين، وإذا حدث فشل يقولون إن الطالب والمدرس هما السبب في ذلك!

والحقيقة أن الإدارة التعليمية والتربوية لها هي نصيب من المسؤولية، فمثلا ظاهرة الرسوب الدراسي ليس معناها أن هناك ضعفاً عند الطلاب، بل ربما تكون مؤشراً على خلل في منظومة التعليم، لأن الهدف من الامتحان ليس فقط ترسيخ قدرات الطلاب على فهم المنهج، وقياس مهاراتهم في التفكير والابتكار والإبداع، أو التعرف على ما تعلمه الطالب.. بل الأهم هو معرفة ما يصلح لتعلم الطالب من هذا المنهج وقياس قدرته على هضم ذلك وتوصيله. وأهم من هذا خلق مناخ اجتماعي وسياسي خالٍ من الغضب والإحساس بالظلم الذي قد يسود بعد الامتحان وينعكس على المؤسسة التعليمية، لأن التعلم أمر خطير، فهو -كما يقول محمد إقبال- الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما تشاء، وهو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، وهو الذي يستطيع تحويل جبل شامخ إلى كومة تراب.